أشهر وأقدم أنذال العرب كان (أبو رُغال) ، رَجمت العرب قبره قبل وبعد الإسلام وهو دليل أبرهة الحبشي لبيت الله . بنى أبرهة كنيسة ضخمة في القليس باليمن ليصرف الناس عن حج بيت الله ، رأت العرب أن جهاده واجب فخرج عليه ( ذو نفر ) لرده وهو أحد أشراف وملوك اليمن فهُزم وأُسِر ، وخرج عليه ( نفيل بن حبيب الخثعمي ) لقتاله عند بلاد خثعم فهُزم ثم استسلم . وعندما تتحرك القوة أمام ضعاف النفوس تصبح الهزيمة حتمية وعندها تكون النذالة حلاً ، وهو ما حدث .. ينطلق أبرهة لبيت الله يبحث عن دليل فرفضت كل العرب ، ليبادر إليه من الطائف ( مسعود بن معتب ) ليكتفي شره ويعرض عليه السمع والطاعة ويرسل معه ( أبو رغال ) دليلاً يصل معه لبيت الله من أسهل الطرق ، كان يمشي مختالاً على رأس الجيش أمام الفيل يحثهم على الإسراع ومات بالطريق بمنطقة المغمس .. دُفن وأصبح قبره يُرجم من العرب ليدخل هذا التافه كُتب التاريخ ويصنفه العرب إلى يومنا من أقدم الخونة وأبو الأنذال وأكثرهم خِسة وهو يدل عدو الله على بيته لهدمه .. المحن تميّز الخبيث من الطيب ، يتزايد الخوف فتظهر صلابة الاعتقاد وقوة الإرادة وحقيقة الإنتماء ، سيبقى أبو رغال في كل زمان نموذجاً يتكرر عندما تشتد الأمور ، عرفت العرب أنه بيت الله قبل الإسلام فكرموه ودافعوا عنه ومع ذلك يظهر مثل هؤلاء والأسواء من يصل إلى خِسة المبادرة في الخيانة . واستمر ذكره ليبقى مثلاً إلى اليوم ، يقول جرير في الفرزدق : إذا مات الفرزدق فارْجُمُوهُ … كما تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رُغَال طوال التاريخ .. كانت ولا زالت الكرة الأرضية ساحة للصراع يفنى الضعيف ويبقى القوي إلى حين و مع سنة الحياة تدور الدوائر ، تنتهي حضارات وينشأ غيرها ، يموت الجميع وتستمر الحياة وتبقى العِبَر .. ويسجل التاريخ ! يتبع .. محمد الماس تويتر mg_almas رابط الخبر بصحيفة الوئام: تاريخ النذالة (2)