يعد أبو رغال رمزاً سيئاً في تاريخنا العربي والإسلامي معاً. في تاريخنا العربي لأنه في الجاهلية خان قومه العرب فدل جيش أبرهة الحبشي إلى مكة ليهدم الكعبة. ورمز في تاريخنا الإسلامي لارتباط موضع خيانته ببيت الله الحرام قبلة المسلمين الذي يصلون ويحجون إليه. فهو تجاوز شعوره العربي القومي بالتعاون مع المعتدي الغازي لأرض آبائه وأجداده، وتنازل عن مقدساته الدينية حين رضي ان يكون دليلا لهذا المعتدي الذي يريد هدم الكعبة! ومن هنا صار مثل السوء لكل من هو على شاكلته في امتنا العربية والاسلامية الذي يخون قومه ووطنه ودينه ليكون عينا وأذنا للعدو الذي يستهدف وجودنا بكل أشكاله. والعجب لا ينقضي من هؤلاء ضعاف النفوس الذين يبيعون ضمائرهم ويغيبونها مقابل عرض في الدنيا قليل. ومثل هؤلاء الناس محتقرون لدى العدو الذي يخدمونه بذلة وخسة كما هم محتقرون من أهليهم وقومهم الشرفاء. فبين آونة وأخرى تكشف الاجهزة الامنية في مكان ما من بلاد العرب والاسلام "أبا رغال" رضي ان يكون دليلا لجيش "أبرهة" بل اشد من ذلك وأنكى أن يكون في داخل فلسطين يعاون اليهود ضد أهله الذين طردهم اليهود وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم. كانت المقولة الشعبية تقول: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وأخي وابن عمي على الغريب" وهي وإن كانت محل نظر في معناها وتطبيقها الحرفي فإنها تبقى صحيحة في سياقها العام في ترتيب الأولويات، فمتى تتحصن أمتنا من الداخل قبل بناء أسوارها الخارجية؟!