* لنستمتع بالحياة .. مع قبسات نورانية ربما قد غفلنا عنها مستوحاة من معين ديننا القيّم .. واضاءات مستقاة من عصارة أفكار وتجارب أولئك العلماء والحكماء والخبراء في هذه الحياة .. نعرضها بتصرّف .. وما بين أيدينا ماهو إلا تنظيرا ليس له أي أثر مالم يقترن بالتطبيق .. وهانحن نحاول .. مع النظر إلى الحياة بعيون ونفسيات جديدة ..
* لنستمتع بالحياة ..
مع توجهنا نحو أعماقنا الداخلية لنزداد نضجا ولن نصبح حكماء بمجرد تقدمنا في السن فربما نصبح أكثر حماقة لأننا تمسكنا بعادات آلية .. ولنعش أحرارا بترك الشهوات المحرمة فإن أطعنا هوى النفس بعنا ديننا بدنيانا .. ولنعمل للنجاح الذي يحتاج خطة وبرنامج فالتسويف مركبة بلا عجلات ومن هرب من العمل هرب من الراحة فمواكبة العالم بالعمل لابالتأمل فاليد هي الذراع اليمنى للعقل .. ولنتذكر بأن النقد الجائر نحونا غالبا مايكون مديحا مستترا .. ولنكن قدوة بأقوالنا وافعالنا فنحن نمثل بتصرفاتنا أنفسنا وأهلنا وأمتنا .. ولنظيف حياة لأيامنا المتبقية حيث أننا لانستطيع أن نظيف أياما لحياتنا .. ولنعلم بأن الكلام كالدواء إن أقللنا منه نفع وإن أكثرنا منه قتل .. ولنتعايش مع أطياف الناس وتنوعاتهم ولننتشل الأذى من حياتهم ولنحرص على تقديم النفع والمساعدة لهم وأن لا نستعبدهم ولنتعامل معهم بفضائل العدل والفهم والنجدة والجود بعيدا عن الجور والجهل والجبن والشح ..
* لنستمتع بالحياة ..
بمد يد العون لكل من يتبنى أفكار سوية برفع همته لتحقيقها مهما كان موطنه أو لغته ولنسعد حينما تكلل تلك الأفكار بالنجاح .. ولنحذر من اهانة الكريم واحراج العاقل واكرام اللئيم ومزاح الأحمق ومعاشرة الفاجر .. ولنتحمل سقطات إخوتنا وأن لانتخذها أداة لفرقتنا فلا كرامة بين الأحبة .. فالتوازن مطلب في تعاملنا مع الأزمات المتلاحقة – العامة والخاصة – وبرؤية ثاقبة لنزع فتيلها لكي لاتشغلنا .. ولنحذر من الغرق في معوقات تفاصيل التفاصيل فتلك معوقات .. ولنترفع عن تسقط العثرات فإن اختلفت الرؤى فسنظل نسيجا صحيا متنوعا في كساء الأمة .. ولنتفكر في علاقة الشمس بالأرض إن ابتعدت عنها تجمدت وإن اقتربت منها احترقت ..
* لنستمتع بالحياة ..
مع أهلنا ونحن فيهم كالصبيان في الأنس والسهولة .. ولنطب مطعمنا ومشربنا ولننفق عليهم من ثمرة كفاحنا الشريف وعرقنا الطاهر .. ولنعلم بأن جميع الأطفال يولدون عباقرة ولكن الأغلبية منهم يُسلبونها بعفوية أثناء نموهم .. ولنظهر الحب لهم ولنعدل في معاملتهم ولانتساهل في توجيههم وتربيتهم ومتابعتهم مع الرحمة والشفقة والصبر .. ولنشجع مواهبهم وننمّها ولنجب على اسألتهم ولا نهملها .. ولنبتعد عن القسوة عليهم وتحطيم معنوياتهم فالذي يتقن استخدام المطرقة يرى كل شيء مسمارا .. ولانكبتهم فالمكبوتون خطرون لأن دواخلهم بركان يغلي .. ولنعودهم على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها ولنعلم بأنهم خلقوا لزمان غير زماننا .. ولندعو لهم لاعليهم .. ولنعطهم الثقة ونعودهم ونشجعهم على اصلاح الاخطاء بأنفسهم .. ولنستغل قدرة الحفظ لديهم فيما يفيد.. ولنكن قدوة لهم ولانغشهم فالتناقض بين الأقوال والأفعال هلاكا لهم وتمزيقا لنفسياتهم .. ولنصطحبهم في نزهة ونحن نشاركهم ونداعبهم ونحاورهم .. ولنحضر لهم الألعاب التي تنمي فيهم المهارات ولهم حق اختيار اللعبة مع التوجيه .. ولنذكّرهم بمواقف – بطولية وعلمية وغيرها – للمسلمين وغيرهم من الماضي والحاضر ليتأسوا بها .. ولنحرص على تعليمهم ولا نكثر معاتبتهم بل نتغافل عن بعض أخطائهم .. ولنحذر من رشوتهم فيعتادوا وذلك لا يخالف مبدأ المكافأة والتشجيع .. ولنعودهم على البذل والعطاء وزرع القناعة في نفوسهم ولنولهم بعض المسؤوليات ونستشيرهم ونكنّهم ..
* لنستمتع بالحياة ..
فهل هناك أجمل وأمتع من أن نعيش جوا من الإبتسامات يكتنفها الود والتراحم والمداعبات بعيدا عن اللغو والمشاحنات ؟.. وهل هناك أجمل وأمتع من ابتسامة طفل في صباح ليلة عاش فيها الألم ؟ ..
وهل هناك أجمل وأمتع من اطلالة القمر لنسرح بمخيلتنا معه إلى ساعات السحر دون كلل أو ملل أوضجر ؟.. وهل هناك أجمل وأمتع من منظر كف طفل رضيع ؟ .. وهل هناك أجمل وأمتع من فرحة إنسان رزق طفل بعد طول انتظار ؟ ..
وهل هناك أجمل وأمتع من أن تقع العيون على صباح معطرا بشذى الكلمات وبعبارات وردية من أولئك الذين هم ملح الحياة ؟ .. وهل هناك أجمل وأمتع من منظر طفل في صباح يوم باكر وقد اعتلى صدرأحد والديه ليداعبه ؟ ..
و هل هناك أجمل وامتع من منظرالزرع والشجر ونزول حبيبات الماء كالمطر دون ضجيج وبسهولة ويسر وفي لحظات ممتعة بعيدا عن الضجر ؟.. وهل هناك أجمل وأمتع من ابتسامة واسعة على محيا طفل يحاول ويتعثر في خطواته الأولى وسط فرحة غامرة مصحوبة بتهليل وصيحات وتشجيع من قبل الجميع ؟ ..
وهل هناك أجمل وأمتع من أن تبتسم لنا الأزهار وتغرد الطيور فوق الأشجار ؟.. وهل هناك أجمل وأمتع من منظر طفل قد ساهمنا بأن نكسو محياه بابتسامة عريضة إثر تعمدنا وتصنّعنا الهزيمة أثناء اللعب معه وهو يتلذذ بتذكيرنا بتلك الهزائم المتتالية ؟ ..
وهل هناك أجمل وأمتع من أن نتلذذ بنغمات العتاب وبالأخص ممن لهم قلبنا ذاب لثقتنا بأنهامن قلب صافي الود وبعيدا عن السباب ؟
* من المؤكد بأننا عايشنا ورأينا تلك الصور ..فلنكرر المحاولة مرة أخرى لنرى الأشياء بعيون ونفسيات جديدة وقتها لسنا بحاجة إلى أن نسترجع مامضى من تلك الصور الجميلة .. فالقادم أحلى وأجمل ..