مدخل للشاعر فهد المساعد: قال: أنا كني غريب ضيع دورب المدينه قلت: أنا كني مدينه تنتظر رجعة غريب عندما يطلق الشاعر أو الشاعرة عنان الفكر ليحلق في أفق واسع رحب لا تعيقه حواجز ولا تعكر صفوه الضعائن بل تداعبه رقة المشاعر ، وشفافية الفكر ، وفيض المشاعر من قلب متعطش ليروي الظمأ ويلثم خد الثرى فيلتقط أروع الصور الفكرية وتبقى هذه الأفكار خالدة على جبين الشعر . وشعر التصوير بالأفكار من أهم مقومات الشعر الجيد وأحد أساسياته ويظهر دائماً في القصائد المرهفة وقد أنتشر انتشاراً كبيراً في عالم الشعر .. لذا يسعى معظم الشعراء والشاعرات لجذب الجمهور من محبي الشعر أملاً في تقديم هذا النوع الجيد والمتميز مثل هذا البوح الجميل للشاعرة السعودية دمعة الأحزان التي اجادت بكل براعة وتفنن في رسم أجمل الصور الشعرية: يا شوق تكفى لا تزود عذابي تكفى ترى مقوى حياة التحاسيف بعدك أنا قلبي من الحزن ذابي طيفك يداعبني وأنا أداعب الطيف في بحر حبك شفت شياً يهابي أصارع امواجه بليا مجاديف زرعٍ زرعته بان حلواً وطابي بانت فروعه له ثماراً مواريف اليوم أنا برجوك تكسب ثوابي زرعي ربيعه بان ما يحتمل صيف ولاشك أن الشعر أجمل من يقدم التصوير بالأفكار خاصة تلك الصور التي ترسم الشعور الصادقة والمشاعر الشفافة خاصة عندما يبحر الشاعر في أعماق الشعور ويصور ما يجول في العقول من بوح وشجن وألم وأمل ورجاء وعطاء بصورة جميلة وحالمة ممزوجة بالحب والوفاء كما قال الشاعر عبدالله مرزوق المرشدي: في بحور الشعر يا زين السباحه ومن خيوله ما حلى عسف الجموح وهناك الكثير من الشعراء والشاعرات الذين اجادوا وأبدعوا بريشة الرسم بالكلمات الرائعة فرسموا أحلى العبارات وعبروا عن مواقفهم في تلك اللحظات التي سيطرت عليهم في لحظة حزن أو حرمان فمثل هذه المواقف تنتابهم أقوى الأحاسيس فينتج عنها الكثير من الصور التي تعبر عن ما يكنونه بين الحنايا بصور فكرية تعكلس لنا الصفاء والنقاء فتخطف قلوب الناس وتجذبهم للتأمل فيها واقتناء هذه الصور الرائعة مهما كان الثمن.