«سلطان ع ن» موظف معاق يعيش المعاناة كأعظم ما تكون، لم يدر بخلده أن شكواه من بُعد مقر وظيفته عن محل إقامته ستؤول إلى هذا السوء، فهو يتلقى أشد أنواع العذاب بإعاقته التي تشعره بالعناء طوال الوقت. حالته يرثى لها، وتنفطر من هولها الأكباد، وكأنى به يبعث باستغاثةٍ صارخةٍ يقول فيها: "انتشلوني مما أنا فيه، ناشدتكم الله أن لا تجعلوني أتجرع الصاب والعلقم أكثر من ذلك، أدعو الإنسانية التي تعتمر قلوبكم أن تمدوا لي يد العون، فالحياة هكذا يستحيل معيشتها، ويل لي ولإخوتي إن خذلني الناس هذه المرة ولم يستجيبوا لطلبي، الذي بين أيديكم الآن". وعن معاناته اليومية يحدثنا «سلطان»، باستفاضة، وقد بلغ الأسى منه مبلغه، فظهر أثره على الجوارح، فالعين تفيض بمائها المتدفق، ليقول: "أنا أحد الموظفين بالمقر الرئيسي لديوان المظالم منذ 9/7/1432ه، بإدارة تقنية المعلومات، ومن حينها وأنا أطالب بنقلي للمحكمة الإدارية بمنطقة جازان، وما ذلك إلا بسبب ظروفي الصعبة والقاسية، والحمد لله على كل حال، وتتلخص معاناتي في أن والديّ الكريمين قد توفاهما الله وأنا في سن مبكرة، وأنا العائل الوحيد لإخواني البالغ عددهم (3) من الذكور و(5) من الإناث، وقد ابتليت أنا واخوتي السبعة (7) بإعاقة تسمى (شلل نصفي سفلي تشنجي) منذ الولادة، ونسبة العجز عند جميعنا مرتفعة ما بين (80% و90%)". ويواصل «سلطان» سرد رحلة معاناته فيقول: "الصعوبة البالغة التي أواجهها في أثناء ذهابي وإيابي إلى الديوان تكمن في أنني لا أستطيع السير مسافة تتجاوز (20) مترًا بدون الاعتماد على صديق أو جدار ونحو ذلك، ولا يخفى عليكم صعوبة ذلك، ولديّ أمل كبير في كرم الشيخ عبد العزيز بن محمد النصار، رئيس ديوان المظالم، بأن يهبني الحياة المطمئنة، وأن يميط الظلم عن المظلوم ويسهل الصعاب التي تواجهني، وما ذلك عليكم ببعيد؛ لأنكم أصحاب قلوب رحيمة وعقول فهيمة". وأكد «سلطان ن» أنه سبق وأن تقدم بطلب نقله أكثر من مرة إلى المحكمة الإدارية بمنطقة جازان، وقوبل ذلك بالرفض، موضحًا أنه قام بإحضار بديل من المحكمة الإدارية بجازان بتاريخ 10/ 4/ 1434 ه، ومع ذلك لم يشفع له ولم يتم النظر إلى وضعه، لافتًا إلى أنه خاطب شؤون الموظفين، الذين أفادوه بأنه يحق له النقل طالما يتوفر البديل، على حد قوله. عما إذا ما كان متاحًا الاستجابة لطلب النقل لهذه الحالة من عدمه، يطلعنا «سلطان» عن وجود أشخاص أصحاء لا يعانون من إعاقة أو أية أمراض وقد تمت الاستجابة لمطالبهم وتقرر نقلهم، "بينما قوبل طلبي بالرفض في كل مرة أتقدم به، بحجة عدم مطابقة مسمى الوظيفة لديّ مع مسمى وظيفة البديل، بالرغم من أن الاختلاف يكون في المسمى ولكن العمل والشغل نفس الشيء"، مضيفًا "لذا أطلب نشر موضوعي للكل لكي يطلع عليه حكام وأمراء هذا البلد، ويقررون من الأحق بالنقل، أم ليس للمعاق حق بالعيش في هذا الوطن وأن يظل ضعيفًا وتحت شفقة القوي، ولا يوجد قوي بعد الله، وأطلب من الله تعالى ثم من معاليكم التكرم والعطف وأخذ ذلك بعين الاعتبار والرحمة؛ ليلتم شملي بإخوتي ونرعى بعضنا بعضًا، وأخدمهم بمالي الذي اتقاضاه من عملي فهم في أشد الحاجة لقربي حتى أقوم على خدمتهم". ومضى يقول: "بالرغم من كل الظروف التي أعانيها من إعاقة وغيرها، فقد ابتليت بالسكر والضغط والربو، ولا أقدر على مواصلة العيش في الرياض، وأتمنى النظر إلى مشكلتي بعين رحيمة، حتى أتمكن من إتمام زواجي والبقاء بقرب أهلي قبل حلول شهر رمضان الكريم، وإلا فإني سأضطر مكرهًا إلى تقديم استقالتي وجعل إخواني وما يعانونه في ذمة من كان السبب، علمًا بأنه عند إعلان الوظائف كنت مرشحًا للوظائف بجازان، ولكن شاء القدر أن يتم تعييني في الرياض وتعيين آخرين في جازان غير المرشحين والذين تقدموا للمسابقة الوظيفية بجازان، وهذا مخالف للإعلان الذي صدر عن طريق الديوان"، حسبما قال. رابط الخبر بصحيفة الوئام: موظف معاق يعول 7 أفراد ويناشد «النصار» نقله ل«جازان» وإلا تقدم بالاستقالة