اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لعشائر في محافظة كركوك العراقية، وقوات الجيش اليوم الثلاثاء إثر مقتل عشرات المعتصمين عندما اقتحم الجيش ساحة اعتصام في المدينة، فيما تحشد عشائر عناصرها من أجل الثأر لقتلاها، حيث إن اشتباكات تدور حاليا في منطقة الرشاد التابعة لقضاء الحويجة، بين رجال العشائر وقوات من الجيش، واحتجاجا على اقتحام القوات الأمنية لساحة الاعتصام، قدم محمد تميم، وزير التربية باستقالته. وذكر مصدر عراقي أن العشائر تحشد حاليا لعناصرها المسلحة من أجل الثأر لمقتل أبنائها في الساحة، حيث سقط عشرات القتلى في صفوف المعتصمين والجيش لدى اقتحام الأخير للساحة، فيما تتضارب الأنباء بشدة عن عدد القتلى والجرحى، ومازالت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى من ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة إلى مستشفيات كركوك، فيما قطع شيوخ عشائر مدينة كركوك طريق (كركوك – تكريت) احتجاجا على اقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة من قبل القوات الأمنية فجر الثلاثاء. يذكر أن علي غيدان قائد القوة البرية، كان قد هدد في وقت سابق باقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة، ما لم يسلم المعتصمون، من وصفهم بقتلة أحد الجنود العراقيين، فيما أكدت وزارة الدفاع العراقية أن “الهجوم على ساحة اعتصام الحويجة جاء بعد أن استنفذت جميع الحلول السلمية”، وقالت إن “من قتل في الساحة هم من المسلحين والمتطرفين والمندسين”، محملة القائمين على ساحات الاعتصام، “مسؤولية ما جرى”. وأوضحت الوزارة في بيان لها “لقد بذلنا جهودا حثيثة منذ يوم الجمعة ولغاية هذا اليوم لتسليم الجناة وإعادة الأسلحة، لكن جميع الحلول رفضت لحسم القضية سلميا على الرغم من تدخلات بعض السياسيين والبرلمانيين وشيوخ العشائر ووجهاء المنطقة”. وأضافت الوزارة أن “المعتصمين لم يكتفوا برفض الحلول السلمية بل هددوا باستخدام قوة السلاح، وعلى الرغم من هذا قامت القوات المسلحة بتحديد مهلة نهائية والمناداة على المعتصمين باستخدام مكبرات الصوت (…) لفسح المجال للقطعات المشتركة للتفتيش عن الأسلحة والقبض على الجناة، بعد فتح أكثر من منفذ في الساحة لتسهيل عملية خروجهم، وبالفعل خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين السلميين ولم يبق في الساحة إلا المسلحين والمتطرفين. وتابع البيان “عند قيام القوات المسلحة بتنفيذ واجبها لتطبيق القانون باستخدام وحدات مكافحة الشغب، جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الأسلحة (الخفيفة والمتوسطة و القناصات)، ما أدى إلى استشهاد عدد من أفراد قواتنا المسلحة وقتل عدد من المسلحين من عناصر القاعدة والبعثيين المتعاونين معهم”. وحذرت الوزارة في بيانها باقي ساحات الاعتصام بمصير مماثل، وأوضحت “نجدد تنبيهنا للجميع بضرورة عدم السماح للمسلحين والعناصر الإرهابية ومثيري الفتن باستغلال ساحات التظاهر والوجود فيها وعدم إعطائهم الفرصة للاعتداء على القوات المسلحة”، محملة “القائمين على هذه الساحات، مسؤولية إيواء العناصر الإرهابية والسماح لهم بتنفيذ مخططاتهم الخبيثة”. رابط الخبر بصحيفة الوئام: سقوط عشرات القتلى في اشتباكات بين الجيش ومسلحين في العراق