سقط خلال مواجهات بين متظاهرين والشرطة في الموصل (400 كلم شمال بغداد) قتيلان وتسعة جرحى، في مواجهة الاولى من نوعها مع قوات الأمن منذ انطلاق التظاهرات في عدد من المدن العراقية نهاية العام الماضي، فيما اغتيل خمسة من عناصر «الصحوة» في سامراء. وقال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ان وزير الزراعة عز الدين الدولة المنتمي الى القائمة «العراقية» استقال احتجاجاً على الحادث في الموصل. وأعلنت لجان التنسيق أن قوات الشرطة الاتحادية اقتحمت ساحة الاعتصام في الموصل لاعتقال الشيخ حسين العبيد، وهو أحد شيوخ عشائر الجبور وأحد الداعمين الرئيسيين للاعتصامات، وأطلقت النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين على الأقل. وقال مصدر في الشرطة الاتحادية في الموصل، إن القوة التي دخلت ساحة الاعتصام كانت تملك مذكرة باعتقال احد الموجودين في التظاهرة، فتصدى لها المتظاهرون، ما اضطرها إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وكان ستة متظاهرين قتلوا في الفلوجة نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي خلال اشتباك مع قوات الجيش، ووعدت الحكومة حينها بفتح تحقيق في الحادث وتقديم المتورطين إلى العدالة، لكنها لم تعلن النتيجة حتى اليوم. وشهدت مدن الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك أمس تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للتنديد بسياسات رئيس الحكومة نوري المالكي، والمطالبة بإطلاق المعتقلين وإلغاء قوانين اجتثاث البعث والإرهاب. وفي سابقة نادرة، ألغيت صلاة الجمعة في جامع أبي حنيفة النعمان في حي الأعظمية شمال بغداد بسبب فرض الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة، ومنعت المصلين من دخول الجامع، وتكرر الأمر في أحياء الدورة والخضراء والعامرية، التي تشهد منذ أسابيع تظاهرات تضامنية مع المدن الأخرى. وسادت امس حال من الغضب وسط المتظاهرين، إثر انتشار أنباء المواجهات في الموصل، ومنع صلاة الجمعة في الأعظمية، وأمهل متظاهرو الفلوجة الحكومة 24 ساعة لإطلاق شيوخ عشائر معتقلين. وحذر سياسيون عراقيون من تطور التظاهرات في المدن السنية إلى مواجهات مسلحة، نظراً إلى عدم اقتناع المتظاهرين بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحقيق مطالبهم، وتصاعدت لهجة خطباء ساحات الاعتصام خلال الأسابيع الاخيرة. من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط برتبة مقدم في الشرطة، قوله إن خمسة من عناصر «الصحوة» قتلوا وجرح اثنان آخران في هجوم استهدف نقطة تفتيش قرب سامراء، مضيفاً أن «أربعة من المهاجمين قتلوا». وجاء هذا الحادث بعد يوم من مقتل ستة من عناصر «الصحوة» في هجمات متفرقة في البلاد. وقال ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة، إن «مسلحين مجهولين اغتالوا بعد ظهر امس (الخميس) خمسة من عناصر الصحوة كانوا في احد بساتين ناحية جرف الصخر» في الحلة. وأشار إلى أن الضحايا الخمسة ثلاثة إخوة واثنان من ابناء عمهم، وهم من عائلة الجنابي. وأعلن مصدر في قضاء الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد)، أن «مسلحين مجهولين قتلوا عنصرين من الصحوة وأصابوا آخر في هجوم استهدف نقطة». وفي شباط (فبراير) الماضي، قتل 23 من عناصر «الصحوة» وأصيب حوالى 44 آخرين في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعاً في منطقة التاجي شمال بغداد. شكلت قوات «الصحوة» في أيلول (سبتمبر) 2006 في محافظة الأنبار، وقررت الحكومة حديثاً زيادة رواتب عناصرها الذين يزيد عددهم على أربعين ألف مقاتل، استجابة لاحد المطالب التي رفعها المحتجون في المحافظات السنية.