بعد قراءتي لمقالة احمد عطوان في جريدة اليوم السابع أيقنت أن حكم الإخوان المسلمين في مصر إلى زوال. يقول أحمد عطوان، أو في الحقيقة يتقول لأنه لا يعبر عن وجهة نظره بل عن وجهة نظر من استأجره، أنه يتهم أبوظبي بأنها عاصمة الإرهاب. هل ثمة تخبط وتشويه للحقائق أكثر من هذا القول؟ هل من المعقول أن يقفز أمامنا كاتب تافه فقط لأنه هو وعصابته المسماة الأخوان المسلمين مدعومون من قطر حتى يصبح لديه ولدى من معه الجرأة لكي يكذب إلى هذا الحد؟ تعتقد الدوحة أن من حقها أن تعبث في البلاد العربية كما تشاء. تطلق قناتها السيئة الذكر فتخرب ما بناه المصريون خلال تاريخهم الحديث في أشهر. تشتري المرتزقة والسلاح لتشعل بلاد الشام دون حد أدنى من وازع الضمير. ولكن أن تستخدم المأجورين لكي يصفوا عاصمة السلام أبوظبي بأنها عاصمة الإرهاب، فهذا ذنب لا يغتفر ولا يمكن لنا أمامه أن نبقى صامتين. يقول هذا البوق الأخواني بأن الانفلات الأمني في مصر يدار من أبوظبي. إلا تخجل يا رجل؟ من كان المحرض الأول على الانفلات الأمني ومن رعاه ومن موله في مصر؟ من جعل الناس تقاتل بعضها في الساحات العامة ومن أنفق على الفتنة في مصر؟ هل نسيتم دور قطر ودوركم أيها الأخوان؟ أليست قطر من زرع الفتنة وكنت أنتم من يجني عواصفها؟ المصريون اليوم منقسمون أكثر من أي وقت مضى في التاريخ. لماذا؟ لأن قيادتهم السياسية التي صنعّتها لهم قطر لا تفي بالوعود التي تقطعها على نفسها. هل تذكرون وعد المائة يوم؟ هل أطلقته أبوظبي؟ هل كانت الإمارات من وراء تخبط مشروع الأخوان في قيادة الدولة المصرية في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ الوسواس القطري الخناس جعل حكومة الأخوان لا تحسن حتى استخدام قنوات الاتصال السياسية المعتمدة بين الدول بل ترك الأمر لهواة من مكتب الارشاد كل ما يجيدونه هو الإساءة إلى علاقات تاريخية لم تتوقف يوما عند شخصيات الرؤساء في مصر. لو أن أحمد عطوان هذا كلف نفسه أن يراجع ما قدمته الإمارات لمصر منذ تأسيسها وحتى اليوم، ما كان ليجرؤ، على الأقل أدبيا، في أن يتفوه بمثل هذه الاتهامات. حسنا، أنا أتحداه. فليأتنا بدليله وسنأتيه بأدلتنا. فليأتِ بدليل أن الأمارات تآمرت على مصر. ليذكر اسم شخص واحد مسؤول عن تنظيم أو خلية أو عملية كان للإمارات علاقة به أو بتنظيمه. أما الإمارات فأدلتها جاهزة. هذا هو التنظيم الأخواني موجود أمامنا وتقف قياداته، التي تدين بالولاء لمرشد الأخوان في المقطم، في قفص الاتهام أمام المحكمة. هذا هو التنظيم الذي يصرخ قادة الأخوان في مصر بحقيقة انتمائه لهم وهو السبب الرئيسي الذي فجر عداء أحمد عدوان وسيده القرضاوي في الدوحة نحو الإمارات. ما قال أحد في الإمارات أن القاهرةوالدوحة، هما عاصمتا الإرهاب. تعاملنا مع الأمر بكل شفافية وتركنا للعالم كله الخروج بالاستنتاجات الصحيحة عمن يقف ويحرض التنظيم على قلب نظام الحكم. ليس في الأمر أسرار. من المعيب على كاتب مصري أن تصل به الرغبة في الابتزاز إلى هذا الحد. كيف يمكن لدولة مثل الإمارات أن تقدم منحا لحكومة تتآمر عليها؟ كيف يمكن لدولة أن تهب أموالا إلى حكومة متخبطة وفاشلة مثل حكومة الأخوان؟ الإمارات ليست ملزمة بدعم حكم الأخوان في مصر. لديكم من رعاكم وأخرجكم من الجحور، هناك في الدوحة، ادعوهم لكي يمولوا مشروعكم الفاشل وعدم الاكتفاء بالإعلانات الفارغة من المحتوى. لماذا تشير إلى 3 مليارات دولار من الإمارات ولا تتذكر ما كنتم ترددونه عن منحة قطرية من 200 مليار دولار تقدم لمصر الأخوان لكي تجعلها من كبيرات دول العالم. أين ضاع الصفرين من رقم 200 مليار، وكيف أصبح ما تقدمه قطر هو مليارين وديعة معادة في مصارف مصر؟ باستخدام اسلوب الكاتب في الابتزاز، فأن من يستحق التشهير هو قطر التي أغدقت الوعود وتركت المصريين ما أن استتب الأمر لجماعتها في السلطة. لماذا لا تكتب لراعي حكم الأخوان في الدوحة تطالبه بوعوده؟ الإمارات، كما أنها ليست عاصمة الإرهاب، فهي ليست مصرف حل مشاكل حكم الأخوان في مصر أو في غيرها من الدول التي خنقها حكم الأخوان. انتهازيتهم مفضوحة وشرهم يوزعونه. بلد طيب مثل الإمارات لا يحب أن يرتبط لا من قريب ولا من بعيد بحكم مثل هذا. اتمنى من الصحافة المصرية أن تفتح منابرها لأصحب الرأي والمكانة وليس للمرتزقة ممن يتسولون ساعات حكم أطول توفرها أموال تأتيهم من هنا أو هناك. مصر تستحق أفضل من هذا الحكم وأفضل من هذه الأشكال من الكتاب. مهما أتتنا الإساءة من القيادة في مصر أو من أبواق الأخوان، فلن تسلبوا حبنا لمصر وشعبها الكريم. والثأر الحقيقي ليس بيننا وبين شعب مصر، بل مع الاخوان المسلمين ورأس الحية في قطر ونابها المسموم الذي نخر جسد الأمة. حمد المزروعي الإمارات رابط الخبر بصحيفة الوئام: حين تصف أبواق الأخوان أبوظبي ب'عاصمة الإرهاب'!