حين سئل فولتير سؤالاً عن تصوره لمن سيقود الجنس البشري ؟ قال: سيقودهم أولئك الذين يعرفون كيف يقرؤون، كانت إجابة فولتير مقنعة وموجزة لسؤال كبير، حين نريد أن تكون لنا قيادة ما في تاريخ الأمم مع أننا تأخرنا كثيراً، فيجب أن نعرف كيف نقرأ ! وماذا نقرأ ..ولمن نقرأ، والآن أكثر ما يتحدث به المثقفون أن الأجيال الجديدة لا تقرأ وتعزف عن القراءة ويلقون كثيراً باللائمة على تخلف العرب وسطحية الشباب واهتمامهم بالتقنية ونسيان الكتب واستبدالها بمقاطع اليوتيوب والكيك والبرامج القصيرة والمسلسلات الأجنبية لسهولة اكتساحها العالم وسهولة الوصول إليها في كل مكان وقلة تكاليفها، ولكن هل نكتفي بهذا القدر. إن أبرز ما يواجه الحياة اليومية لنا اليوم الهم اليومي والبحث عن لقمة العيش، وكأنما القراءة أصبحت حصرية على النخبة، أو أن الكتب في الأساس تخاطب الطبقة الرفيعة من المجتمع، لذا نجد أن المكتبات في البلدان العربية تنتحب لقلة مرتاديها، وأصبحت النظرة للكتاب أنها فقط للطلاب أو الأساتذة، وهنا لا يجب أن ننسى أن نقول أن مضمون الكتاب إذا لم يواكب العصر ومشكلاته فإنه لن يلقى القبول. كما أن صناع الكتاب يجب أن لا ينسوا الطبقات الكادحة من الجماهير والتي تعتبر الكتاب ترفيه هم في غنى عنه، وعلى مثقفي الوطن توجيه جزء من لأجل بقية متبقية تهتم لغذاء الروح والعقل ولكنها غير قادرة ، وربما يأتي هنا دور المستنيرين في تثقيف الشباب والمجتمع ، ودور آخر لمؤسسات المجتمع الثقافية لتسهيل تنقل الكتاب ، وطباعته بأسعار في متناول اليد ، والحد من صرامة الرقابة ، نريد أن نرى الكتاب في أيدي الأطفال والشباب ،وأن ترتفع ساعات القراءة. فهو أمر مخزي أن تصدر إحصائية لليونسكو تخبرنا أن الإنسان العربي يقرأ بمتوسط مقداره نصف ساعة في السنة مقارنة بالألماني الذي يقرأ 7 كتب بالسنة على الأقل .. ونحن نتحدث عن القراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب ، وفي جولة سريعة لكتب الفلسفة وتاريخها ..وكتب الفلاسفة ..صرح مدير “دار أروقة الثقافي” أنه لاحظ أن كتب الفلسفة ..للأسف لم ينجح أحد ، فهذه الكتب بالذات تحتاج إلى رغبة ذاتية بتحقيق المعرفة ، وهذا دور لا يعيشه الكثيرين. وفي جولة بالمعرض على دور لديها العديد من كتب الفلسفة وآدابها وتاريخها لاحظنا أن لا أحد يقبل عليها كثيرا أو يبحث وقد سألنا في جولتنا السيدة نهلا العيشي التي قالت إنها تحب قراءة كتب التاريخ والروايات التي تتناول هذا الجانب ولكنها تجد في كتب الفلسفة صعوبة في الفهم وغرابة نوعا ما لذا هي لا تبحث عنها. وفي دار “العين المصرية” قال الزائر محمد الغصون أن كتب الفلسفة تتطلب شغفا بها ، كما تتطلب البدء بقراءتها مبكرا وهذا لم يتاح لنا كسعوديين حيث أن تدريس الفلسفة ليس متاحا في مدارس التعليم العام أو الجامعات لذا لا تلفت انتباهنا كثيرا كالأنواع الأخرى من الأجناس الأدبية كالشعر والرواية ، وربما سيكون هناك إقبالا فيما بعد نظرا للانفتاح الذي يعيشه المجتمع ،هذا الانفتاح الذي أصبح يحرك العقل كثيرا نحو التساؤل والرغبة في الوصول للحقيقية والمعرفة وتسكين العقل المتسائل .وأضاف أنصح من يرغب البدء في خوض المشروع الفلسفي أن يبدأ بقراءة كتاب عالم صوفي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عزوف زوار معرض الكتاب عن شراء كتب الفلسفة