أ.د. طلال بن عبدالله المالكي قبل عدّة أيام عُقد المؤتمر السنوي المسمى نحو العولمة ” Going Global ” في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مؤتمر دولي يعنى بقضايا التعليم العالي من منظور عالمي ,ويعدّ هذا المؤتمر من أهم ملتقيات التعليم العالي، وقد حضره هذا العام مايزيد على 1300 مهتم بالتعليم العالي وشئونه من أكثر من 80 دولة، من بينهم أكثر من 20 وزيراً للتعليم العالي ومايزيد على 120 مدير جامعة. لاشك أن العالم تحول إلى قرية أكاديمية صغيرة، وهذا المؤتمر ومايماثله من ملتقيات هو نتيجة طبيعية لمفهوم ” عولمة التعليم العالي”. يتمثل مفهوم العولمة في التركيز على متطلبات الجودة العالية والتنافسية الشديدة والانفتاح المتنامي، ومن أمثلتها افتتاح فروع للجامعات الأجنبية في دول المنطقة، فمثلا هناك ما يزيد على 35 فرع جامعة أجنبية بدولة الإمارات العربية المتحدة . لقد تناول المؤتمر، من منطلقات عالمية – ومحلية – قضايا عدة، منها على سبيل المثال تطوير مقاربات دولية لمسألتي معايير الاعتماد و ضمان الجودة والاعتراف الدولي المتبادل، وكذلك التصنيف الدولي للجامعات وتأثيره العالمي والمحلي على الجامعات . بعد عدة أسابيع، يُعقد بالرياض المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي الرابع تحت إشراف وزارة التعليم العالي بالمملكة، وهو مناسبة أخرى لاستعراض الكثير من قضايا التعليم العالي، لكنه يختلف عن سابقه في أنه يعالج قضايا أكثر التصاقا بالشأن المحلي في التعليم العالي. فأغلب حضوره من الطلاب وأساتذة الجامعات السعودية ، بالإضافة إلى ضيوف المؤتمر من ممثلي مايزيد على 300 جامعة أجنبية معظمهم يسعى لتسويق جامعته وكليّاتها. تأثرت كثيرا حين لاحظت أن حضور " Going Global” من الأكاديميين السعوديين لهذا العام لم يتعدّ أصابع اليد الواحدة. وكنت قد حضرت العام الماضي مؤتمر " Going Global” في لندن وقابلت حينها استاذا من جنوب إفريقيا، وحين رأيته هذا العام سألني كم من زملائك حضر هذا العام في دبي؟ قلت لربما أقل من عشرة وكان ردّه غاية في الألم (لي)، حين قال يبدو أنكم لاتهتمون في بلادكم لمثل هذا النوع من الأنشطة، وزدت من عندي ” وياليت قومي يعلمون” !. إن زُهد الأساتذة الجامعيين السعوديين في حضور المؤتمرات المهتمة بشئون التعليم العالي مبعث قلق ومدعاة للتساؤل. ومما يزيد الأمر حيرة، في نظري، أن كثيرا من الأكاديميين والمهتمين بالتعليم العالي من دول فقيرة جدا يحرصون على حضور مثل هذا المؤتمر وبصفة منتظمة. إنني أدعو زملائي أساتذة الجامعات والمهتمين بالتعليم العالي للحرص على حضور هذه المناشط محليا وإقليميا ودوليا، كما أدعو وزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات إلى تشجيعهم على حضورها لما لها من فائدة ومردود إيجابي عليهم . إن الانكفاء على الذات والانغلاق المعرفي لم يعد ممارسة مقبولة، بل إن التواصل المعرفي تأثيرا وتأثرا هو الطريق الصحيح نحو التعامل مع عولمة التعليم العالي بإيجابية . . . وبالله التوفيق. رابط الخبر بصحيفة الوئام: التعليم العالي. . . « Going Global» رؤى أكاديمية