زيارة ناجحة قام بها معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري إلى اليابان رافقه خلالها عدد من المسؤولين بالوزارة وافتتح خلالها الملتقى الأول للجامعات السعودية اليابانية. وأكد معاليه لدى افتتاحه الملتقى الخميس الماضي في العاصمة اليابانية طوكيو بحضور نائب وزير التعليم والعلوم الياباني البروفيسور سوزوكي كان وعدد من البرلمانيين ومدراء 13 جامعة يابانية، وحضره من الجانب السعودي معالي مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل ومعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب وممثلين عن الجامعات السعودية أن المملكة وضعت خطة استراتيجية متكاملة للتحول نحو اقتصاد المعرفة الذي يمثل خياراً لاغنى عنه للمجتمعات الراغبة في التقدم، وقال معاليه إن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال الشراكات مع الجامعات العالمية المرموقة، ومن بينها الجامعات اليابانية مشيراً إلى أن العديد من الجامعات السعودية وقعت اتفاقيات تعاون وشراكة مع عدد من مثيلاتها اليابانية وهناك العديد من المشاريع التي أنجزت في إطار هذه الاتفاقيات في حين يتم العمل على إنجاز ما تبقى منها، وأضاف معاليه إننا ننتظر المزيد من التعاون بعد توقيع مذكرة التعاون بين وزارة التعليم العالي في المملكة ووزارة التعليم والعلوم في اليابان.وأشار الدكتور العنقري إلى عدد من الخطوات التي اتخذتها المملكة في إطار اهتمامها بالتوجه نحو اقتصاد المعرفة، وفي مقدمتها التوسع في إنشاء الجامعات الحكومية ودعم الجامعات الأهلية، والتركيز على البحث العلمي وإنشاء مراكز البحوث وحدائق التقنية، والتوسع في ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الدول المتقدمة ومن بينها اليابان التي تضاعف عدد الطلاب المبتعثين إليها ونتوقع مضاعفة العدد خلال السنوات القليلة القادمة.وهدف الملتقى إلى إلى تبادل الخبرات وإثراء المعرفة واستشراف مستقبل العلاقات العلمية والأكاديمية بين الجانبين، كما يؤكد كتانة العلاقات التي تربط بين البلدين. الجدير بالذكر أن العديد من الجامعات اليابانية المشاركة في هذا الملتقى هي من الجامعات ذات السمعة المرموقة التي تحتل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية مثل جامعة طوكيو، كيوتو، ناجويا، أوساكا، هوكايدو، واسيدا، وعهد طوكيو للتكتولوجيا. من جهة أخرى افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يوم الخميس الماضي جناح المملكة في معرض طوكيو الدولي للكتاب 2010 في دورته السابعة عشرة الذي تشارك فيه المملكة العربية السعودية ضيف شرف هذا العام وذلك بصالة المعارض الدوليه بالعاصمة اليابانية طوكيو، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان عبدالعزيز التركستاني. وقام صاحب السمو الامبراطوري الأمير أكيشينوميا يرافقه معالي وزير التعليم العالي خالد العنقري في جناح المملكة في المعرض واستمع سموه إلى شرح من الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور عصام بخاري عن مايحتويه المعرض، حيث اطلع سموه على مجسمات الحرمين الشريفين ودور المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - مروراً بعهد أبنائه من بعده (سعود، فيصل، خالد، فهد – رحمهم الله-) وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في خدمة الحرمين الشريفين وماتبذله من جهد لراحة ضيوف الرحمن من زائرين ومعتمرين. كما زار سموه الخيمة العربية وتناول فيها التمر والقهوة العربية، ثم شاهد عرضاً عن المملكة باستخدام تقنية ثلاثي الأبعاد (3D). وتجول سموه في بقية أقسام الجناح التي تضم معرضاً للكتاب السعودي، وقسماً للفنون التشكيلية،ولوحات الخط العربي، والخيمة الثقافية،ومكتبة للأطفال ومسرحاً للمسابقات الثقافية للزوار. ثم شاهد عدداً من الكتب والاصدرارت باللغتين اليابانية والانجليزية التي تم اعدادها لهذه المناسبة وهي: المملكة واليابان شهادات للتاريخ من إعداد مجموعة من المؤلفين اليابانيين، والإسلام والمسلمون في اليابان، إضافة إلى بعض الكتب التي ترجمت خصيصاً لهذا المعرض ومنها "رحلة ملك" لمؤلفه الأستاذ خالد المالك، وتجربتي مع التوائم السياميين" لمعالي الدكتور عبدالله الربيعة، وقاموس المصطلحات العلمية والهندسية.وفي ختام الزيارة تسلم سموه من معالي وزير التعليم العالي رئيس الوفد السعودي المشارك في المعرض الدكتور خالد العنقري هدية تذكارية عبارة عن لوحة تذكارية لأحد الفنانين التشكيليين في السعودية.إثر ذلك بدأ حفل تكريم المشاركين في المعرض حيث ألقى معالي الدكتور العنقري كلمة ضيف الشرف التي أكد خلالها متانة وتميز العلاقات السعودية اليابانية وقال " إن العلاقات السعودية اليابانبة متميزة ومتينة ولها بعد تاريخي عطر فهي تتسم بالتقدير والاحترام المتبادل، وتستند على المصالح المشتركة في جميع المجالات".وبين معاليه أن اليابان تعد الشريك الثاني للمملكة، حيث احتفل البلدان عام 2005م بمرور خمسين سنة على بدء العلاقات الرسمية وذلك توثيقاً وتأكيداً للأجيال القادمة وتعريفاً للجيل الحالي بما يربطهما من علاقات متينة،مؤكداً أن توقيع اتفاقية التعاون مع وزارة التعليم والعلوم اليابانية يجسد أهمية الشراكة التعليمية والبحثية، وأنها بداية متميزة في مسيرة التعاون العلمي والتبادل المعرفي. وأكد معالي وزير التعليم العالي حرص الوزارة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين على أن تكون المشاركة السعودية على النحو الذي يليق ويتماشى مع ريادتها الثقافية وموقعها الحضاري.وأشار معاليه إلى مايتضمنه الجناح من أقسام إضافة إلى العديد من الندوات المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية اليابانية وآليات التعاون بين الجامعات السعودية واليابانية وإثراء مجالاتها.من جانب آخر شدد مدير معرض طوكيو الدولي للكتاب ايشيزومي على أهمية مثل هذه اللقاءات لتبادل الآراء حول كيفية النشر وتفعيل دور الناشرين في التبادل الثقافي بين دول آسيا، كما أنه فرصة للإطلاع على ثقافة دول العالم وما تحتويه كل دوله ثقافة. الصحافة السعودية في معرض الكتاب في طوكيو: ضمن فعاليات معرض طوكيو للكتاب 2010م على شرف المملكة العربية السعودية أقيمت في نفس اليوم ندوة الصحافة والإعلام السعودي الياباني وشارك بها كل من رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وعضو رئاسة تحرير صحيفة أساهي الأستاذ ساداموري دايجي والسيد توشيهيرو ناكا نيشي ورأس الجلسة الدكتور أحمد الرميح.و تحدث المالك في ورقته عن واقع الصحافة السعودية حيث عاد للتاريخ وعرّف بالبدايات وتوقف عند بعض التجارب ومر على بعض المحطات والمنعطفات التي مرت بها الصحافة، ورصد كل ذلك بشكل أمين وموثّق، بالاعتماد على ما هو متاح من أسماء وتواريخ وتطورات، نقلاً أو استنتاجاً من مصادر منسوبة للباحثين والمعنيين في توثيق تاريخ الصحافة في المملكة في مختلف العهود والمراحل، ضمن سعيه للتعرف على واقع الصحافة المحلية في المملكة العربية السعودية.وأشار المالك إلى أن أهمية الصحيفة في المملكة تكمن في كونها أول وسيلة اتصال جماهيري ظهرت في المجتمع السعودي بعد استعادة الملك عبد العزيز للرياض في 1319ه، ما يعني أنها أسبق في الظهور ودخول ما يُسمى بالخدمة من الإذاعة والتلفاز.و خلصت ورقة المالك إلى أن الصحافة السعودية مرت بمرحلتين الأولى صحافة الأفراد، والثانية صحافة المؤسسات، لأن صحافة الدمج هي الأخرى صحافة ذات ملكية فردية وبالتالي فهي امتداد لصحافة الأفراد، وبهذا فإن الصحافة الفردية وصحافة الدمج إنما تمثل عهداً واحداً أو مرحلة صحفية واحدة، ولا يمكن أن تعد مرحلة الدمج وكأنها مرحلة مستقلة كما صنفها بعض الباحثين. كما أكد المالك بأن التباين بين المؤرخين والباحثين ليس كبيراً في توثيق تاريخ الصحافة السعودية، ويحسب لهم أنهم نشطوا في السنوات الأخيرة في تتبع مراحل هذا التاريخ، فألفوا عنها عدداً من الكتب والدراسات، وألقوا الكثير من المحاضرات عن تاريخها، ونظموا للحديث عنها عدة ندوات. وبختام ورقته شدد خالد المالك على أن هناك الكثير من المعلومات والخفايا والأسرار التي ما زالت مجهولة عن تاريخ الصحافة في السعودية، وحرص على ضرورة التواصل والاستمرار في البحث والتنقيب عمَّا لم يُقَل أو يُكتَب عنها حتى الآن.وقال المالك في معرض حديثه أثناء ندوة الصحافة والإعلام السعودي الياباني التي أقيمت أمس أنه زار اليابان لأول مرة نهاية 1973م بدعوة من نائب رئيس وزرائها الأسبق السيد ميكي، وتعرّف آنذاك على واقع الصحافة اليابانية حيث دعي لزيارة صحيفة (أساهي) حيث كانت يومها تطبع يومياً 10 ملايين نسخة؛ الأمر الذي يجعلها ثاني أوسع الصحف العالمية انتشاراً، كما كانت تطبع بالتزامن في وقت واحد في أكثر من مدينة يابانية.وبعد ذلك تحدث السيد كوجي سايشو عن بداية تعامله مع الصحافة السعودية خلال تغطياته للعديد من المحافل السعودية منها الحج وتعامله بشكل مباشر مع صحفيين سعودين من أرض الواقع.وتحدث السيد توشيهيرو ناكانيشي في ورقته عن أوضاع الصحافة في اليابان وتطرق لعملية السلام في الشرق الاوسط والتركيز على أخبارها إضافة إلى أزمة الخليج ماجعل اليابان تزيد اهتمامها بموضوعات الشرق الاوسط.ثم بدأت المداخلات من معالي وزير التعليم العالي الذي عبر عن إعجابه بالمحاضرين، وأكد على أهمية تجاوز العلاقات بين البلدين البعد الاقتصادي المعتمد على النفط واستيراد السلع والتقنيات اليابانية، وتعميق العلاقات الثقافية بين البلدين عبر التوسع في الابتعاث، والشراكة المستدامة بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية. السعودية واليابان حوار من أجل المستقبل: وعقد ظهر السبت الماضي في أرض المعارض بالعاصمة اليابانية طوكيو ندوة تحت عنوان (الثقافة المحلية والعولمة تعايش أم صراع ) حيث رأس الجلسة الدكتور محمد الحيزان المستشار والمشرف العام على إدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة التعليم العالي ويشارك في الجلسة الدكتور يوزو ايتاغاكي الاستاذ الفخري في جامعة طوكيو والدكتور عبدالله الطاير الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، وتحدث الطاير في ورقته عن العلاقة بين الثقافات المحلية والعولمة وعلاقة يشوبها الكثير من الشك والريبة، فالمتطرفون الغربيون أصحاب الثقافات المعولمة يؤمنون بصراع الحضارات، وبناءً عليه ستكون العلاقة بين الثقافات المحلية والعولمة علاقة صراع واختراق ونمط جديد من الاستعمار يتطلب المقاومة، لكن النظر بإيجابية للعولمة يعتبرها فرصة سانحة للتثاقف بين شعوب الأرض والتقارب وإتاحة للاهتمامات الإنسانية، حتى تكون العلاقة بين الثقافات المحلية والعولمة علاقة تعايش وتعامل علينا ان نبحث لتجد كل ثقافة فرصة مواتية للوصول إلى الآخرين، وإن تركز العولمة على نفي الحدود ونهاية الاختلاف بما يخدم الثقافات المسيطرة لن يخدم العولمة، كما أن السير في ركاب العولمة دون تحفظ سيؤثر على الهوية المحلية وينتقص من سيادة الدول.وأعتقد الدكتور الطاير في حديثة ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال حوار مكةومدريد ونيويورك قد أعطى مجالاً وهيأ فرصة لحكماء العالم وحكامة للتفاهم حول المشتركات الإنسانية والدفع بها نحو الواجهة مما سيعطي دفعة قوية لعولمة باعثة على التعايش ومشجعة للتواصل والتفاهم الإنساني. وتطرق الدكتور يوزو إيتاغاكي في بداية حديثه لثلاثة عناصر تتمثل في التقاليد والعولمة، والتعايش والمواجهة، والسعودية واليابان، وهذا الطرح يهدف عن عمدٍ إلى دعوة اليابانيين إلى حوار من أجل المستقبل بطرح سهل الاستيعاب لأنه مألوف لدى اليابانيين إذ أنهم متأثرون لدرجة كبيرة بفكرة التمحور الغربي (اليوروأميريكي) المدعم بنظرية العناصر المتقابلة المتصارعة. وفي مقابل ذلك نجد أن الدين الإسلامي يرفض هذا الطرح القائم على المواجهة التقابلية الداعية إلى الصراع، ويقبل التعددية والتنوع بكل إيجابية.ومن جانب آخر تطرق ايتاغاكي إلى إن "التقاليد" من وجهة نظر الحضارة الإسلامية لهي العولمة، بل هي الطريقة الإنسانية في العيش ولا يوجد على الإطلاق الصراع القائم على المواجهة التقابلية بين التقاليد والعولمة في الحضارة الإسلامية. فنجد المسلمين في كل مكان يتوجهون نحو قبلة واحدة ويتجمعون في مكان واحد لأداء فريضة الحج محققين بذلك توحد عظيم للجنس البشري. وهذا الأمر بعينه ما هو إلا دليل لكون التقاليد هي الوجه الآخر للعولمة بالسعودية الذي يتم التعبير عنه من خلال رسالة مقدسة من أجل إحياء وتفعيل "دين الإسلام".وأؤكد بأن الحداثة قد بدأت من القرن السابع الميلادي وهذا مرتبط ببدء الحضارة الإسلامية، أما الحضارة الأوربية فلا تمثل إلا موجة جلبت الكوارث بسبب انتشارالإنحرافات. وإن البحر يمثل لحظة "الربط" مثل الصحراء ما يعني أن البلد المكون من مجموعة جزر ليس بلدا معزولا. يجب إعادة النظر في النظرية القائلة بأن اليابان تمكنت من التقدم والحداثة مع المحافظة على الثقافة والتقاليد. فالتقاليد اليابانية ليست فقط في ديانات الكونفشيوسية أو الشنتوية أو البوذية ولكنها تأثرت كثيرا بمبادئ التعددية والشمولية التي تربط شرق آسيا وغربها مثل مبدأ التوحيد الإسلامي بالنسبة للهند والصين واليابان وإذا لم يتفق الشكل فهناك نقاط التقاء في المضمون والأصول. وبكل هذا يمكن القول بأن الحوار الياباني السعودي يمثل ضرورة مهمة تمكن اليابان من إعادة البحث عن جذورها وإدراك ذاتها. ولقد حظيت فكرة "السلام" بمكانة كبيرة في الدستور الذي صدر في عهد الامبراطور الياباني شوطوكو تايشي الذي حكم اليابان لدى فترة نشأتها البارزة في القرن السابع الميلادي، والجدير بالذكر أن كلمة (?) وتنطق (وا) تشير إلى اليابان ومعناها "السلام" منذ ذلك الحين وحتى وقتنا هذا، بل وتدخل ثقافة السلام هذه في العديد من المجالات والتعبيرات المستخدمة في الحياة اليومية لتعبر عن الروح اليابانية. لكن اليابان ومن بعد فترة الحداثة في عهد ميجي، وحتى الهزيمة في الحرب العالمية الثانية قد سارت ضد تيار السلام واتخذت سيايات استعمارية حيث استعمرت البلاد المجاورة وتحولت إلى دولة محاربة.و عندما انتصرت اليابان في حربها ضد روسيا كان لهذا الأمر صدى كبير لدى العالم الإسلامي ولكن ما يغفله العالم الإسلامي هو أن الامبراطورية اليابانية مثلها مثل الامبراطورية البريطانية التي حاربت المسلمين. أما اليابان الآن فقد فضلت تبني روح السلام، بنية الانضمام إلى النادي الأوربي الأمريكي. وكذلك يوجد في تاريخ اليابان العديد من المواقف التي يجب الوقوف أمامها والندم عليها كالتفرقة العنصرية ضد الأقلية المعرروفة ب"الأينو" وما إلى ذلك، فعلى اليابان التعلم من التاريخ، ومحاولة التعلم أيضا من الحضارة الإسلامية من خلال إقامة شراكة معها هادفة بذلك تحقيق النهضة الحقيقية القائمة على روح السلام.وحول مواجهت السعودية واليابان قال يوزوا إنها ليست مواجهة كروية بين منتخبي البلدين، ولكن حديثي هنا عن خبرة واقعية مررت بها، وكانت بداية الأمر في "منتدى الحوار الياباني الإسلامي" الملتقى السادس في الشهر الثالث من هذا العام، عندما منحنا فرصة زيارة المملكة العربية السعودية بدعوة من القصر الملكي لملاقاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حيث أعلن لنا خطته عن أخذ مبادرة البدء في الحوار بين الأديان من أجل تمكين الشعوب من التغلب على الأزمات التي يواجهها العالم حاليا. وهذه هي الرسالة التي يبعث بها الملك عبد الله من خلال المبادرة ببدء الحوار مع اليابان. وكانت هذه المبادرة للحوار مع اليابان بداية لثمار جهود الملك عبد الله بن عبد العزيز التي بدت في مؤتمر الحوار الإسلامي المحلي بمكة في شهر الشهر السادس من عام 2008 ومؤتمر حوار العالم الأول الذي عقد في مدريد برئاسة خادم الحرمين الشريفين وملك إسبانيا، وكذلك التجمع الخاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في الشهر السابع من العام نفسه، وهذا ما تطور وأثمر مؤتمر حوار الأديان والحضارات الثاني في جنيف في أواخر شهر عشرة من السنة التالية. جائزة الملك عبد الله للترجمة نهضة علمية جديدة: وشهدت العاصمة اليابانية طوكيو مساء السبت فعاليات البرنامج العلمي ضمن مشاركة المملكة ضيف شرف في معرض طوكيو الدولي للكتاب 2010م بمحاضرة عن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة ألقاها الدكتور سعيد فايز السعيد رئيس اللجنة العلمية للجائزة وأكد في مطلعها أن تباشير يقظة شاملة أخذت تلوح في الأفق القريب مبشرةّ بميلاد نهضة علمية ومعرفية سوف تزيل ذلك القصور عن ثقافتنا فيما يتصل بالترجمة، وهذا ما سيتحقق من هذا المشروع الحضاري بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين، وجزم السعيد بأن الجائزة سوف تسهم في النهوض بمشروع الترجمة وجعله عنواناً مرادفاً للتقارب والتعارف والاكتشاف والتواصل والتسامح ونقل العلم النافع والمفيد الذي هو أساس لبناء قدرة الإنسان ورفع مهاراته التنافسية لتأسيس نهضة علمية معرفية شاملة ومتجددة.وخلص السعيد إلى أن استثمار مخرجات الترجمة في تأسيس مبادئ وقيم التعايش مع الآخر، وتعزيز واحترام الخصوصيات التي تميز الشعوب بعضها عن بعض وتجعل ثقافاتها وثوابتها وتقاليدها وعاداتها في متناول الآخرين للإثراء والاستفادة لا للتندر والاستخفاف.