اضحى برنامج ( كيك KEEK ) من أشهر برامج مواقع التواصل الاجتماعي ، فهو يمكن مستخدميه من تحميل فيديو لا تتجاوز مدته 36 ثانية ، ويمكن للمستخدم بالطبع مشاركة المحتوى مع غيره مثله في ذلك مثل المواقع الأخرى . وصاحب فكرة البرنامج الذي يعد فتحاً جديداً في عالم التقنية هو إسحق ريكايك الكندي البالغ من العمر 63 عاماً ، ويعد إسحق الرئيس التنفيذي ل ( كيك) . لقد شهد البرنامج الذي انطلق في عام 2011م نمواً ملحوظاً في أعداد مستخدميه وانتشرت الفيديوهات القصيرة ومشاهدتها في وقت قياسي. وبحسب احصائيات الموقع يشكل السعوديين ثلث زوار الموقع من بين مستخدميه . ويشهد الموقع في الاونة الاخيرة بعض الاستخدامات السلبية لهذا الموقع خصوصا انه يجمع مابين التعليقات الكتابية والفيديو مما جعل له انتشارا اوسع . الفوزان : الشباب يعمدون للانتقام من المجتمع وقد عبر عدد من مرتاديه عن امتعاضهم من تلك المشاهد المخلة التي تظهر شبانا وفتيات في سلوكيات تعتبر خرقا لبعض القيم الدينية والاجتماعية ,وحول هذا الموضوع يقول استاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالله الفوزان في حديثه ل” الوئام” انه لايوجد ترسيخ لمنظومة القيم على الوجه الصحيح والتي تقوم على الحوار والاقناع بدلا من الاكراه واضاف ان الشاب والفتاة يقوم بالبحث عن ذاته من خلال هذه الوسائل التقنية التي شبهها بالسيارة التي يلزم قيادتها بشكل سليم خصوصا انهم يستطيعون ان يعبروا عما بداخلهم دون ان يكشفوا عن شخصياتهم من خلال التخفي وهذا يعد وسيلة لهم للانتقام من المجتمع الذي لم يستثمر طاقاتهم ومهاراتهم بالشكل السليم. كما اشار الفوزان الى ان مثل هؤلاء يتحينون الفرصة بعيدا عن عين الرقيب للتعبير عن احتجاجهم على طريقة التربية القائمة على الحشو بالاكراه فيظهروا سخطهم وقدرتهم على مقاومة الرقابة . واشار الفوزان في حديثه عن حاجتنا الى ان نتعلم الطريقة السليمة لغرس القيم في الابناء عبر طريقة الحوار والاقناع لتتشكل شخصية الفرد المستقلة . زهرة الخضاب : تغثير عناصر الثقافة المادية يسبب خلل وصراع بين جوانب الثقافة
وتشير الدكتور زهرة الخضاب وهي متخصصة في علم الاجتماع وقضايا الشباب الى ما قاله اوجبرن 1964م وهو يتحدث عن عملية التغير الثقافي فقد شرح لنا ما يسهل علينا فهم الكثير من الظواهر الاجتماعية التي بتنا نعيشها اليوم ومنها برنامج كيك. فهو يرى أن عناصر الثقافة المادية في أي مجتمع غالبا تتغير بنسب أسرع من عناصر الثقافة اللامادية وهذا ما يسبب الخلل وأحيانا الصراع بين جوانب الثقافة . نحن في المجتمع السعودي بتنا نعيش ثورة حقيقية في مجال التقنيات الالكترونية وخاصة عبر البرامج الجديدة التي انتشرت بين الشباب بشكل ملفت للنظر والتي منها الفيس بوك وتويتر وبرنامج كيك .نعم إن استخدام هذه البرامج لابد أن يكون بحذر ومسؤولية لأنها نافذة تواصل بين حشد كبير من الناس المستخدمين لها. وهي بشكل مباشر أو غير مباشر تعبر عن ثقافة الفئة المستخدمين لها . وبرنامج كيك تزداد أهميته وتتعاظم لأنه يجمع بين الصوت والصورة ولهذا فلقطات الفيديو المسجلة والتي تكون مخلة وغير لائقة قد تعكس خصائص ثقافة الجيل الجديد الذي أقبل على استخدام هذه التقنية الجديدة بكل عبثية ودون مراعاة للقيم والعادات الأصيلة التي تشكل خصوصيتنا الثقافية. فالملاحظ على أغلب المقاطع المنتشرة أنها تخل بأبسط صور الاحترام والخصوصية فإظهار الفتاة لجزء من جسدها أو غرفتها أو طعامها أو إبراز صوتها بنوع من الغنج أو الغناء أو تصوير الشاب لنفسه وهو يفتعل حركات عبثية كلها سلوكيات لا فائدة منها وليست مقننة بهدف مشروع ومبرر بل تهافت على الاشتراك بهذا البرنامج بأي شكل دون التفات للأضرار والعواقب الاجتماعية المترتبة عليه ودون الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق جيل الشباب في إظهار ثقافته وهويته الثقافية للآخرين على أحسن وأتم وجه. وتستطرد الخضاب في حديثها في حديثها ل ” الوئام”ان الموضوع بحاجة للبحث والدراسة الأكاديمية والعلمية من قبل المختصين ونحن بحاجة لدور فاعل من جهة الآباء والمربين والمعلمين في تثقيف وتوعية الشباب بالسلبيات والعواقب المترتبة على استخدام مثل هذه التقنيات دون مراعاة الضوابط الأخلاقية والمجتمعية.بل حثهم على الاستخدام الايجابي والمثمر لكل تقنيات التواصل الاجتماعي الجديدة. أما الباحث الاجتماعي باجد العضياني فيرى إن أي تقنية جديدة لها جانب إيجابى وآخر سلبى واستخدام الشخص هو الذي يحدد هذا الجانب . ويشير على أن الغريب في برنامج ( كيك) أن التسجيل يتم من قبل الشخص نفسه ودون الحاجة لشخص آخر وبسهولة وفي أي وقت وأي مكان ونشره على النت خلال دقائق بسيطة .. مما أعطى بعض المجاهرين فرصة لنشر غسيلهم امام العالم. ويصف العضياني هذه الأفعال بأنها ناتجة عن الكبت على الفتاة وهي تحاول التحرر بهذه الأساليب ولأنها ينعدم لديها الوازع الديني وتنعدم لديها التربية الأسرية الصحيحة ، بجانب أن لديها وقت فراغ كبير . ويقترح العضياني على الدولة توفير اماكن أو أندية للفتيات لتفريغ الطاقات واستغلال المواهب بالفائدة والنفع لهن. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الكييك والمستخدم السعودي .. تعبير أم انتقام