تستمر مواقع التواصل الاجتماعي في استقطاب الفئات العمرية الشابة، بالخدمات التي تلبي اهتماماتهم، وبعد أن عززت مواقع مثل "تويتر"، و"فيسبوك"، و"يوتيوب"، مكانتها في الصدارة تحاول مواقع وبرامج أخرى ارتقاء سلم اهتمام الشباب. من هذه المواقع موقع "كيك" الاجتماعي، الذي يعنى ببث مقاطع فيديو لا تتجاوز مدة الواحد منها 36 ثانية فقط، ليحاكي إلى حد ما موقع "يوتيوب" مع اختلاف بسيط خاص بمدة الفيديو، حيث يمكن لمستخدم "يوتيوب" رفع مدد أكبر، وحظي موقع "كيك" في المملكة بالكثير من الإقبال، خاصة في ظل انتشار استخدام التقنية. ومنذ انطلاق ال"كيك" في عام 2011، سجل حضورا في أرجاء المعمورة كافة، ومع سهولة تحميل تطبيقاته على الأجهزة الذكية، صار له الكثير من المستخدمين، لتصل الأرقام إلى ملايين المستخدمين، وساهم استخدامه من قبل عدد من الأسماء المعروفة في زيادة مساحة الاهتمام به. يقول أحمد العثمان: "البرنامج مسلٍ، ونستطيع من خلاله تسجيل مقاطع ومواقف يومية مدتها 36 ثانية، قد ترسم الابتسامة على وجه من يتابعها". وأضاف أن "من يسيء استخدامه فهو لا يمثل إلا نفسه، وليس بالضرورة يعكس صورة مجتمعه، لأن الإنترنت في النهاية فضاء رحب ويستوعب كل شيء". أما عبدالله هادي، وهو مستخدم آخر لموقع "كيك"، فقال: البرنامج أصبح يشغل أوقات الملل لدينا كشباب، فعندما نجتمع نبدأ في تصوير المقاطع وتحميلها على الموقع، ونسعد عندما نرى عدد مشاهداتها يرتفع باستمرار". فيما ترى مشاعل الغامدي الأمر مختلفا، حيث قالت: "موقع كيك سلاح ذو حدين، فله محاسنه وله أيضا مساوئه، ولكنه بشكل عام أضاف لنا الكثير، حيث أصبح يشغل فراغ الكثيرين، ونال البعض شهرتهم عن طريقه". أما سارة السبيعي، فكانت أكثر تشددا تجاه البرنامج حيث تقول: "أعارض المشاركة بهذا الموقع، كونه أساء لصورة المجتمع السعودي بتصرفات سيئة تبدر من عدد لا بأس به من الشبان والفتيات" مشيرة إلى أن الفوائد من مثل هذه البرامج لا تكاد تذكر، وربما تكون معدومة. من جهتها قالت الأخصائية الاجتماعية زكية الصقعبي: إن انتشار مثل هذه المواقع بشكل سريع بين المتابعين في المملكة، ومختلف بلدان العالم، ومن مختلف الثقافات والمستويات، معناه أنه يجد قبولا، ويجب التعامل معه كأمر واقع، ولكن بشكل معتدل، وعدم إغلاق الباب كليا"، مشيرة إلى أنه ما دام موقع تواصل، فمن الطبيعي أن نجد به الغث والسمين، وبعض السلبيات. وأضافت إنه "بالمجمل أستطيع اعتبار برنامج "كيك" نقلة نوعية في مواقع التواصل الاجتماعي سواء اُستخدم بشكل جيد، أو بشكل سيئ، ولا أرى به خطورة، بل يجب التركيز لاستخدامه بشكل إيجابي لنشر الأفكار، وطرح الآراء البناءة لخدمة المجتمع. وأوضحت الصقعبي أن "أغلب المواقع نسخر منها في البداية، ولا نستخدمها بشكل صحيح، وبعد ذلك نصحح طريقة تعاملنا معها بمرور الوقت".