اقتحمت قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب الإيرانية الأربعاء السوق الكبير “البازار” في العاصمة طهران، وذلك بعد موجة احتجاجات عصفت به بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد وتدهور أسعار العملة المحلية، تخللها إحراق لحاويات النفايات.وجرى إغلاق السوق بعد بدء مظاهرات فيه، كما قام عدد من المحتجين باستخدام العلب الفارغة وإطارات السيارات لإشعال النار، وفقاً لما أكده أحد التجار الذي طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية. أما وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، فقدمت روايتها للحادثة، ونقلت عن رئيس جمعية تجار البازار قوله إن المسؤولين لاحظوا وجود “نشاط مشبوه” وتعرفوا على بعض الأشخاص الذين كانوا حول السوق وهم ليسوا من العاملين فيه.وأضافت الوكالة أن هذا الأمر أدى إلى إغلاق البازار “لأسباب أمنية،” وقد وصل عشرات من رجال الأمن إلى الموقع، وكان بعضهم يتنقل باستخدام الدراجات النارية. وتأتي هذه الأحداث بعد يوم واحد على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ودعا فيه إلى عدم توجيه اللوم للحكومة بسبب أسعار صرف العملة. وانتقد نجاد بشدة العقوبات المفروضة من الغرب على بلاده، معتبراً أنها المسؤولة عن الوضع الراهن، واعتبر أن بلاده تتعرض ل”حرب خفية،” كما ندد بالعقوبات الاقتصادية التي ترزح تحتها طهران بسبب ملفها النووي.حسبما ذكرت(CNN). وكان للمرشد الإيراني، علي خامنئي، كلمة الأربعاء، قال فيها إن الشعب الإيراني “سيجتاز جميع العقبات الخطيرة،” ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن خامنئي قوله إن على الإيرانيين “التعويل على مواردهم الإنسانية الشابة والصمود بوجه الضغوطات.”وحول الظروف الحالية للبلاد قال خامنئي “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية واجهت طوال الأعوام ال33 الماضية أنماطا مختلفة من الضغوطات، سواء السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والعقوبات، لكن الشعب الإيراني ليس افشل هذه الضغوطات فحسب بل أصبح أقوى بفضل صموده.” واعتبر خامنئي أن الهدف الرئيسي من ما وصفه ب”زيادة الضغط على الشعب الإيراني هو دفعه إلى الاستسلام” وأضاف أن الشعب الإيراني “لم ولن يستسلم أبدا أمام الضغوطات وهذا هو سبب غضب العدو” على حد تعبيره.يشار إلى أن العملة الإيرانية خسرت نصف قيمتها الشرائية منذ مطلع العام الجاري، وزاد الوضع صعوبة خلال الأيام الماضية، مع تراجعها إلى مستويات غير مسبوقة أمام العملات الأجنبية. فقد ارتفع سعر خبز “بارباري” من ألف ريال إلى خمسة آلاف ريال منذ تشديد العقوبات، أما كيلو جبنة الفيتا فقد ارتفع من 50 ألف ريال في مارس/آذار الماضي إلى 150 ألف ريال، أما سعر كيلو اللحم الذي كان 190 ألف ريال فقد تضاعف منذ ذلك الحين.