انتقد الكاتب عبده خال رأي المحامي محمد السلطان، عضو قائمة المحكمين في وزارة العدل، عن عمل المرأة في ندوة «الحماية الشرعية والقانونية لحقوق المرأة الاقتصادية» حين أكد في الندوة المذكورة أن المرأة لا تصلح للعمل في مهنة المحاماة أو الترافع أمام المحاكم، وأوصى بالوجوب أن يقتصر دور المرأة على الاستشارات القانونية للسيدات، ومنتقدا «سياسة الزج» بالمرأة في سوق العمل، ويعتبر ذلك تحولا خطيرا لوظيفة المرأة الحقيقية التي هي تنشئة الأسرة. وقال يا سادة: إن الله حينما خلقنا خلقنا مؤهلين لهذه الحياة بصنفينا الذكر والأنثى، وحثنا ديننا على العمل واعتبره عبادة، وإن كان هناك خلل فالخلل في نفوسنا وليس في عمل المرأة أو الرجل، ثم إذا أرادت وزارة العدل عدم تمكين المرأة من المحاماة، فلماذا لا تخاطب الجامعات بقرارها هذا لكي تغلق جميع أقسام القانون الخاصة بالمرأة لكي لا يتم تبذير الأموال العامة في غير مكانها.وأضاف “حسنا، لنترك هذا الرأي قليلا ونتساءل: لو قيل لك إن المرأة في ماضينا القديم حملت السيف وقاتلت أو أنها صاحبت الجيوش وداوت المرضى، أو قيل لك إنها كانت تصيد أو تحرث أو تزرع أو أنها أقامت الخيام أو بنت العرائش أو جلست كمدرسة أو مفسرة للأحاديث، أو قيل لك إن المرأة باعت في الأسواق وتاجرت أو قيل لك إنها نقضت أحكاما أو رأيا أو أشارت بمشورة طبقت.. لو قيل لك إن كل الأعمال قامت بها المرأة في تاريخك القديم هل ستكذب هذا، وتقول إن المرأة لم تخرج من بيتها وإن دورها اقتصر على تنشئة الأبناء وإدارة البيت فقط”. وقال تحمل لنا كتب التاريخ والسير أن خولة بنت الأزور جاهدت وقاتلت، وأن خديجة بنت خويلد تاجرت، وأن عائشة بنت أبي بكر جلست لتفسر الأحاديث وقبل ذلك خرجت محاربة، وأن أم سلمة أشارت على الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية عندما امتنع بعض الصحابة من قبول شروط الحديبية فأشارت إليه بالخروج والتحلل من الإحرام بالحلق وذبح الهدي فطبق الرسول صلى الله عليه وسلم مشورتها، وأن الصحابية سمراء بنت نهيك الأسدية كانت تجول في السوق (بين الرجال) تراقب حدوث أي منكر داخل السوق، وأن عددا من الصحابيات مارسن التمريض والمداواة، ومنهن رفيدة الأسلمية ونسيبة بنت كعب المازنية وأميمة بنت قيس الغفارية، وفي مجال الشعر برعت الخنساء كعلامة فاصلة.وأشار إلى أننا إذا أردنا استحضار عمل المرأة لوجدنا المئات اللاتي عملن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبقية العصور من غير تقيد حرية العمل بحجج مستحدثة نشأت مع ضعف بنية المجتمع الفكرية وتنطع البعض في رفض عمل المرأة، ولو أردنا أن نقف في جزئية دور المرأة في المحاماة فماذا سيقول لنا الأستاذ السلطان في القصة المشهورة للمرأة التي كانت حاضرة في المسجد وسمعت عمر بن الخطاب ورغبته في تحديد المهور فنهضت من بين النساء وقالت له إن الله يقول «وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا».. فيا عمر الله يعطينا فتحرمنا، فقال عمر بن الخطاب قولته المشهورة : أصابت امرأة وأخطأ عمر.وتساءل: أليس ما فعلته هذه المرأة مرافعة وأمام الرجال والنساء.