رؤى لأحداث وصور لأوضاع من وحي واقعنا المعاصر .. هنا موقف علق بذهني .. وكنت متأثرا به ولا زلت .. إنه موت الأشجار والزروع في مزرعة والدي – رحمه الله – ولا أعني بها المزرعة بمفهومها الحاضر والحديث .. والتي أصبحت الآن متنزهات للترفيه .. إنما أعني بها ( الفلاحة ) بمفهومها القديم البسيط .. والتي كانت كغيرها مصدر رزق لطبقة من طبقات المجتمع .. يقال لهم : (الفلاليح) .. أقول ماتت أشجارها ونخيلها وزروعها .. أثناء طفولتي والصبا .. حتى بدأت أفرع النخيل بالميل آيلة للسقوط .. لما نالها من العطش .. وهي التي صمدت طويلا للدفاع عن نفسها والتعلق بالحياة .. كان هذا المنظر يقطّع نياط قلبي .. ولا يزال هذا المنظر يجرح مشاعري .. وأستعيد تلك الذكريات المريرة .. كلما رأيت نخلة آيلة للسقوط .. وأستطيع أن أجزم بأنه أصبح لدي عقدة نحو هذا المنظر المؤلم كلما تكرر ورأيته في أي مكان على وجه البسيطة .. أسفي ( لفلاحتنا ) .. وتحية اعزاز واكبار لتلك الوجوه الطيبة .. أمي وأبي ..ولأولئك المكافحين من أبناء أمتي الطيبين .. في سبيل لقمة العيش المغموسة بعرق جباههم الطاهرة النقية : ( 1 ) كانت لنا مزرعة .. أحداثها تندى شجون .. أبي وأمي وغيرهم .. بها يكدحون .. منذ الصباح الباكر .. في حقلها يتعاونون ..فإذا اشرقت شمس الصباح .. هم كالطيور يغردون .. وبريعها مع قلته .. كم يرفلون .. !! تحت الظلال يتفيأون .. ولا يشتكون ..!!محظية ً هي عندهم .. محفوظة ًوسط العيون ..هي مصدر الرزق لهم .. بها مغرمون .. فكيف بمثلها هم يزهدون .. !!؟ كانت لنا مزرعة .. تبدلت أسوارها .. أفناها سر وجودها ..غول يُقال له العطش .. قد مزق الصدر الحنون .. وقد أنشبت أظفارها .. في ذلك الجسد الفتون .. يد المنون .. ( 2 ) كانت لنا مزرعة منذ عقود .. كانت لنا الدنيا .. كانت لنا كل الوجود .. على أطرافها بئر .. قد جمّلوه البُناة ..على أطرافها قناة .. تسقيها يوما بالحياة .. من ريعها يقطف المشاة .. أيضا والوشاة .. كانت لنا مزرعة .. عطّرها النسيم .. فيها التمور والزروع والبرسيم ..فيها الطيور تسرح .. وتمرح بلا قيود .. تغدوا خماصا في أمان .. وتعود للعش بطان .. لها ذكريات خالدة بالوصل .. ليس بالصدود .. لها ذكريات عامرة .. بالحب واللحن الودود .. فالعين تندى لفقدها ..والدمع يرسم بالخدود .. لكنها ماتت .. أين هي !!؟ ليس لها وجود .. كانت لنا مزرعة .. تبدلت أسوارها .. أفناها سر وجودها ..غول يُقال له العطش .. قد مزق الصدر الحنون .. وقد أنشبت أظفارها .. في ذلك الجسد الفتون .. يد المنون .. ( 3 ) عندي هنا .. الأمرفيه عقدة بلا حدود .. في أي جزء في الوجود .. يؤلمني إني أرى .. حقلا كساه الموت .. بعد أن كان ظليل .. وأشد مايجرحني .. موت الأشجارعامة .. وبالأخص موت النخيل .. فعندها أبقى حزين .. وبالأخص عند الأصيل .. نعم .. نعم .. أشد مايجرحني .. موت النخيل .. حتى الألم من موتها .. في الذاكرة .. أصبح أصيل ..كانت لنا مزرعة .. تبدلت أسوارها .. أفناها سر وجودها ..غول يُقال له العطش .. قد مزق الصدر الحنون .. وقد أنشبت أظفارها .. في ذلك الجسد الفتون .. يد المنون .. https://twitter.com/AAzizAlnaam http://ar-ar.facebook.com/people/Abdulaziz-Al-Naam/100002082675248 رد الرد على الكل إعادة توجيه