تتعرض مزارع النخيل المنتشرة في واحة الأحساء الخضراء، إلى خطر آفة زراعية تعرف بحشرة "حفار ساق النخيل" بدأت في الآونة الأخيرة تغزو مزارع الأحساء إحدى أهم مصادر إنتاج التمور في المملكة، حيث تسببت في موت أعداد من النخيل، وشكلت تهديدا لثروة المحافظة الزراعية، بعد إلحاقها خسائر مادية كبيرة بالمزارعين. وأكد عدد من مزارعي النخيل في واحة الأحساء خلال حديثهم إلى "الوطن"، أن حشرة حفار ساق النخيل بدأت في الآونة الأخيرة تغزو مزارعهم، مما ينذر بوقوع أضرار اقتصادية، ويهدد الثروة الزراعية في الأحساء. وشددوا على ضرورة التخلص من هذه الحشرة، ووقف غزوها للمزارع قبل أن يستفحل أمرها، كما فعلت سوسة النخيل الحمراء بأعداد كبيرة من أشجار النخيل بالأحساء في فترة ماضية، والتأكيد على توفير جميع الوسائل المطلوبة لمحاربة تلك الآفة الخطيرة، من إمكانيات بشرية كمهندسين، وفنيين، ومتخصصين، وإمكانيات مادية، وآليات، وتجهيزات، ومعدات، وأدوية، ومبيدات حشرية. وقال شيخ سوق التمور المركزية في الأحساء عبدالحميد الحليبي ل"الوطن": "إن بعض مزارع الأحساء سجلت خلال الأيام الماضية، موت بعض النخيل بشكل مفاجئ بعد إصابتها بحشرة حفار ساق النخيل، لأن أعراض إصابة النخيل لا تظهر إلا متأخرة، مما يؤدي إلى تأخر علاج النخلة المصابة لعدم معرفة المزارع بإصابتها إلا بعد فوات الأوان". وأضاف: "أثناء متابعتي المستمرة للنخيل الخاصة بمزرعتي، لم ألحظ أي أعراض إصابة في تلك الأشجار، وبعد مرور 7 أيام تفاجأت بأن بعض النخيل قد ماتت، ومن أكثر الأمور صعوبة هو التخلص من النخلة الميتة، والتي لجأت إلى حرقها لضمان عدم انتقال الحشرة التي أصابتها إلى النخل المجاور، فانتشار هذه الحشرة أمر خطير، جعل جميع المزارعين في الأحساء يعيشون في حالة قلق وتخوف". أما المزارع علي العمر، فقال: "إن ترك مثل هذه الحشرة دون القضاء عليها، سيمكنها والآفات الأخرى من الانتشار، وإلحاق الضرر بإنتاج المزارعين، وتكبدهم خسائر مالية، حيث إن هذه الحشرة غالبا ما تصيب ساق النخلة، وما تلبث حتى تتمكن من التوغل داخل الساق ونخر أجزاء كبيرة منه، ووجود الإصابة في إحدى أشجار النخيل كفيل بانتقالها إلى أخرى، ومن ثم إلى مزارع أخرى مجاورة بسبب قدرة طيران هذه الحشرة إلى مسافات طويلة". من جانبه أكد المدير العام لفرع الزراعة في الأحساء المهندس صالح الحميدي ل"الوطن"، أن إدارته تبذل جهودا كبيرة للقضاء على هذه الحشرة من خلال توزيع المصائد الضوئية على المزارعين بالمجان، إضافة إلى قيام فريق الإرشاد الزراعي في المديرية بتوعية وإرشاد المزارعين بطريقة استخدام تلك المصائد، والتعريف بالحشرة الضارة وبطرق مقاومتها. وأوضح الحميدي أن الحشرة تنتشر في فترات زمنية محددة من العام، وبالأخص في مارس من كل عام، ولها مواقع في الأحساء تزداد فيها بكثرة دون غيرها. وأضاف أن حشرة حفار ساق النخيل تنجذب نحو المصائد الضوئية، في إشارة منه إلى سهولة القضاء عليها، مبديا استعداد إدارته للتعاون مع جميع المزارعين في تقديم المصائد والعلاجات الوقائية من الإصابة بتلك الآفة. وأشار الحميدي إلى أن هناك اختلافا بين إصابة النخلة بسوسة النخيل الحمراء، وبين إصابتها بحشرة حفار الساق، حيث إن النخلة قد تبقى على قيد الحياة عند إصابتها بحفار الساق، إلا إذا تعرضت للإصابة الشديدة فاحتمالية تعرضها للكسر نتيجة الهواء أمر وارد، فالحشرة تصيب أوعية النخلة بالتهتك، وعندها لا يمكن وصول الغذاء بشكل كامل إلى جميع أجزاء النخلة، ويتسبب ذلك في موتها.