الرياض- الوئام: كشفت تقارير بحثية أجريت في المجتمع السعودي قام بها بعض الباحثين عن وجود نظرة اجتماعية متباينة حول عمل المرأة في القطاع الصحي، فهناك من يدعم المرأة في هذا المجال الإنساني؛ اقتداءً بالرسول عليه السلام أمّا المتشددون وحدهم ينظرون للمسألة على أنّها اختلاط بالرجل، وبالتالي تكون امرأة لا تستحق الاحترام من وجهة نظرهم ويصبح الشك يدور حولها باستمرار، وهذا يؤدي لانعدام الثقة، ولذلك نجد كثيرا من الشباب يرفضون تماماً فكرة الزواج من هذا المجال. ورغم أن معدل الرواتب في الصحة مرتفع؛ فإننا نجد الكثير من منسوباته يفضلن الاستقالة خوفاً من فشل حياتهن الزوجية والبعض الآخر خوفاً من بقائهن عوانس، وهذا راجع إلى “نظرة المجتمع القاسية”، و”الظالمة” في حق بنات الوطن ممن أفنين وقتهن وجهدهن لتقديم وجه المملكة الإنساني. ووفقاً لجريدة “الرياض” تقول “نجوى الفارس” -ممرضة- “بلغت الخامسة والثلاثين من العمر، ولم أتزوج بعد والسبب هو عملي، فقد تقدم لخطبتي العديد من الأشخاص الذين اشترطوا علي ترك العمل، وأنا مقتنعة بالدور الإنساني الذي أقوم به وربما أجد الشخص المناسب والمتفهم لطبيعة عملي”. من جانب آخر تروي “نورة الحربي” -أخصائية اجتماعية في أحد المستشفيات- معاناتها، فتقول: “تزوجتُ بزميلي في العمل وأنجبتُ منه ثلاثة أبناء، ولكن بسبب طول أوقات الدوام والمناوبات الليلية؛ كان هناك الكثير من المشاحنات والمشاكل الأسرية”، وتتابع قائلةً: “حاولتُ كثيراً التفاهم معه، ولكن كان يصر بشكل كبير على تقديم استقالتي، وعندما رفضتُ كان الطلاق ومع ذلك مازلت أتواصل معه لمناقشة ما يخص أبناءنا وأصبحنا زملاء عمل بعد حياة زوجية مليئة بالمآسي”. وتشير “ملاك المدني” إلى أنّها أحبت مهنة الطب لذلك تخصصتْ في مجال النساء والولادة، وأصبحتْ ناجحة كثيراً في عملها، ولديها عيادتها الخاصة ولكنها بلغت الثالثة والأربعين عاماً ولم تتزوج؛ بسبب النظرة السلبية للطبيبة السعودية، فلم تجد حلا سوى الزواج بزميلها من جنسية عربية والذي يعمل معها في نفس المستشفى. الجدير بالذكر أنه كشفت إحصائية رسمية من قبل وزارة الصحة أنّ هناك تبايناً حاداً بين عدد الكوادر الطبية النسائية السعودية مقارنة بالجنسيات الأخرى في كافة التخصصات الطبية، وتقدر الإحصائية إجمالي عدد السعوديات العاملات في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لعام 1423 ه بنحو (14926) موظفة بينما بلغ عدد القوى العاملة من الجنسيات الأخرى نحو (34411)عاملة، وبلغ عدد الطبيبات السعوديات في وزارة الصحة 1476 طبيبة مقابل 2687 طبيبة غير سعودية وفي مجال التمريض، كما كشفت الإحصائية عن وجود 6539 ممرضة سعودية، مقابل 22438 ممرضة غير سعودية، وفي مجال الصيدلة بلغ عدد السعوديات نحو 170 مقابل 191 غير سعودية، أما في الفئات الطبية المساعدة فبلغ عدد السعوديات منهن نحو 1552 سعودية، مقابل 3413 غير سعودية، كما أظهرت الإحصائيات أنّ عدد طبيبات النساء والولادة السعوديات بلغ 196 بينما وصل عدد الطبيبات غير السعوديات 494 أما في الطب العام فكانت 395 طبيبة، مقابل 1102 طبيبة غير سعودية.