الرياض-الوئام-محمد الحربي: تناولت الصحف السعودية صباح اليوم العديد من الموضوعات وكان من أبرزها مانشرته (الرياض ) عن قضية (ارتفاع السلع الغذائية في شهر رمضان الكريم ) وجاء فيه :سجلت أسعار السلع الغذائية بالسوق المحلي تفاوتا كبيرا بالأسعار خلال الأيام الأخيرة قبل شهر رمضان بما يؤكد عدم التزام بعض المراكز التجارية وأسواق التجزئة بأسعارها خلال الأسبوع الماضي والذي أعطى تطمينات لوزارة التجارة والمستهلكين. وشهدت منافذ البيع تفاوتا بالأسعار وصلت إلى 15% لنفس السلع مما أوجد حالة ارتباك للكثير من المستهلكين بارتفاع فاتورة الشراء خلال الأيام الأخيرة قبل حلول رمضان وسط تحجج الكثير من التجار بسياسة السوق المفتوح وسياسة العرض والطلب. وهنا يقول رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر آل تويم: تفاوت الأسعار بالأسواق المحلية يرجع لعدم التزام بعض التجار بمسئولياتهم وعدم اقتناعهم بهوامش ربحية معقولة وتحججهم بان المملكة ملتزمة باتفاقيات مع منظمة التجارة العالمية والتي تقتضي تحرير السوق المحلي وجعل العرض والطلب هو من يتحكم بالسوق، مما يجب تعزيز ثقافة الاستهلاك لدى المستهلكين والذين يدعمون التجار بسلوكهم الشرائي غير المنضبط. وأضاف إن السلع الغذائية المدعومة من قبل الدولة خاضعة لتسعير خاص ولايمكن لتجار السلع إخضاعها لسياسة العرض والطلب بسبب الدعم الحكومي مما يضع تجار السلع في خانة المسائلة عند رفعهم لأسعارهذة السلع. وأشار إلى إن المستهلك المحلي بيده سلاح كبير يستطيع من خلاله مقاطعة بعض السلع التي ترتفع أسعارها بدون مبررات والاتجاه إلى سلع بديلة في منافذ تسويقية أخرى وترك السلع ذات الأسعار المرتفعة حتى تهبط أسعارها، داعيا إلى أهمية قيام المستهلك بالتأكد من تسعيرات السلع ومقارنة الأسعار ومن ثم اتخاذ قرار الشراء. من جانبه اتفق المحلل الاقتصادي وليد السبيعي مع رئيس جمعية المستهلك بالتأكيد على أهمية قيام المستهلك السعودي بتفعيل دورة الاستهلاكي وتأسيس ثقافة المقاطعة بدلا من شراء السلع بأي ثمن في ظل اختلاف الأسعار السائد حاليا في الأسواق المحلية. وانتقد بنفس السياق ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الشهور الأخيرة بالمملكة، في ظل الانخفاضات الأخيرة لأسعار الغذاء عالميا خلال الربع الثاني من 2012، وهو مالم ينعكس على الأسعار محليا بالشكل المأمول مما يثير أكثر من علامة استفهام وهو ما يجب إن توضحه الجهات الرسمية. وتوقع السبيعي أن تبلغ حجم الحركة التجارية في الأسواق السعودية خلال شهر رمضان الحالي نحو 80 مليار ريال، قياسا بحجم سوق التجزئة السعودي والذي يتجاوز 270 مليار ريال في 2012 وفق غالبية التقارير الاقتصادية، في الوقت الذي تستقطع فيه القوة الشرائية في شهر رمضان لوحدها نحو 30 %من إجمالي الحركة التجارية في باقي الأشهر. أما صحيفة الشرق فقد تناولت ذات القضية وقالت ان المحلات والمراكز والمستودعات التجارية تشهد مع قرب دخول شهر رمضان خلال الأيام الجارية تدافعا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين في جازان، الذين أقبلوا على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية المختلفة التي تلزمهم خلال شهر رمضان. والتقت خلال جولة على بعض المراكز التجارية والأسواق في المنطقة، عددا من المتسوقين لرصد آرائهم تجاه ظاهرة التسوّق الرمضانية التي تتكرر سنويا تزامنا مع اقتراب شهر الصوم، حيث قال المواطن محمد عطية محنشي «نلاحظ أن هناك من المتسوقين من يأخذ الضروريات البسيطة، بينما الأكثرية يبالغون في الشراء ويأخذون أصنافا كثيرة من الأطعمة، مع أنهم لا يستهلكون إلا بعضها، وأرى أن من الأفضل أن يأخذ الشخص القليل المناسب، خصوصا مع الارتفاع المذهل في الأسعار، ولأن رمضان للعبادة وتعويد النفس على الصبر والتحمل». أما المواطن محمد مسفر الزهراني، فقال «عادة ما يقبل الأهالي على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية بصورة شهرية، لكن يكثر في شهر رمضان الإقبال على أصناف محددة لا تكون لها نكهتها الخاصة إلا في رمضان»، معتبرا أن لطريقة العرض التي تنفذها بعض المراكز التجارية الكبرى ووضع الجوائز والهدايا المجانية على بعض الأصناف دورا في جذب الزبائن. وأضاف المواطن حسن حمد عريشي «المسألة أصبحت تقليدا وترفا أكثر منها حاجة ملحة لهذه الأطعمة، على الرغم من شكوى الناس من ارتفاع الأسعار إلا أنك تشاهد تدافعهم على الشراء للمواد التي ترتفع أسعارها في تناقض عجيب وغريب، فالمسألة ليست حاجة بقدر ما أن سلوك المجتمع أصبح استهلاكيا، ونرى أن أصحاب المحلات التجارية هم أكثر الناس سعادة بهذه الظاهرة حيث يحققون أرباحا في رمضان تصل لأضعاف ربحهم طوال العام». من جانبه يرى المواطن علي شوعي الحربين أن شهر رمضان الذي لا يأتي إلا مرة في العام يكون فيه الخروج عن الروتين اليومي، وتتنوع فيه المأكولات والمشروبات، كما أنه يعد فرصة لتجمع أفراد الأسرة، فكل عائلة تأتي بنوع معين من الأكل والحلويات وغيرها من الأطعمة»، مؤكدا أنه لا يوافق على ظاهرة تكدس المأكولات والتزاحم على شرائها خلال رمضان. من ناحية ثانية، ذكر محمد يحيى طالبي صاحب مجمع تجاري لبيع المواد الغذائية، أن الأسواق التجارية تشهد ارتفاعاً في الطلب على السلع التموينية في الأيام التي تسبق حلول شهر رمضان يصل إلى ثلاثة أضعافه، مقارنة بالأشهر الأخرى خلال العام، وسط تقديرات بارتفاع متوسط الشراء لدى الفرد خلال شهر رمضان من مائة إلى 500 ريال لمواجهة متطلباته العديدة. وأكد طالبي أن المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية شهدت إقبالاً كبيراً خلال الأيام الجارية، وستستمر حتى حلول شهر رمضان، مضيفا أن تلك المحلات شهدت زحاماً كبيراً من قبل المواطنين والوافدين على حد سواء، وإن اختلفت العادات الشرائية بينهم، ولذلك عملت العديد من المحلات على استنفار كافة جهودها عن طريق فتح المزيد من نقاط البيع وتوظيف موظفين للكاشير والمحاسبة والتحصيل والتحميل لضمان انسيابية الحركة داخل تلك المحلات والمراكز ومنع حدوث تزاحم مبالغ فيه.