وجه محمد حسن الغامدي نداءاً عبر “الوئام” لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإيجاد علاج لولديه اللذين يعانيان من شلل دماغي رباعي وقد أنهيا مؤخراً المرحلة الثانوية ” القسم العلمي ” بتفوق . وكانت إدارة مدرسة الاحساء الثانوية بالهيئة الملكية بالجبيل قد كرمت الطالبين مروان وريان محمد حسن الغامدي ووالدهما وذلك نظير اجتيازهما لإمتحانات الثانوية العامة ” القسم العلمي ” بامتياز بالرغم من كونهما من ذوي الاحتياجات الخاصة وما يعانيانه من شلل دماغي رباعي . وذكر عبدالرزاق محمد أبو زيد مدير ثانوية الإحساء بالهيئة الملكية بالجبيل بأن المدرسة فخورة جداً بالطالبين مروان و ريان منوهاً إلى أنهما حالة فريدة على مستوى المملكة من حيث إكمالهما لدراستهما بتفوق رغم الاعاقة معتبراً أن ذلك يمثل نبوغاً خاصاً لديهما، مضيفاً بأن أي جامعة سيلتحقان بها لا بد أن تكون فخورة بهما ، وزاد حرصنا بالمدرسة على أن نعاملهم معاملة عادية كالطلاب الآخرين ولم تتم معاملتهم على أنهم حالات خاصة بكل كانوا يدخلون مع الطلاب من نفس الباب ويؤدون اختباراتهم كالطلاب الآخرين . وأضاف أبو زيد هما الآن قادران على الإنطلاق للمستقبل بشكل مختلف وبطريقتهما الخاصة فلقد رأيت منهما تميزاً كبيراً خلال دراستهما للمرحلة الثانوية بالمدرسة ، كنا نذهل حين مشاهدة اوراق الإمتحانات لما فيها من تميز وإجابات نموذجية ، فكانا يفوقان الطلاب المنتظمون لدينا بمراحل ، كما لفت انتباهي ما يتمتعان به من حرص وانضباط وأدب وحسن التعامل ، ونسعد بمدرسة الاحساء الثانوية ، بتكريم ريان ومروان ووالدهما لما رأيناه منهم جميعاً من نموذج يجب أن يحتفى به ويتم تكريمه وتقديره ليس من المدرسة فحسب بل من جميع أفراد المجتمع . من جهته تحدث محمد حسن الغامدي والد الطالبين ” مروان ، ريان ” شاكراً مدرسة الاحساء الثانوية على تكريمها موجهاً ندائه من خلال “الوئام” لملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بايجاد علاج لأبنائه واللذان يعانيان من شلل دماغي رباعي ، مبيناً بأنه دفع أموالاً طائلة وباع منزله من أجل علاجهما ، لكن الديون والتكاليف أرهقته كثيراً . ويضيف قبل أن أتحدث عن مروان وريان أود أن أبين بأن أخيهما الأصغر ” سلطان ” 5 سنوات يعاني نفس المرض ، ونحمد الله سبحانه على قضائه وقدره . ويسرد الغامدي بداية معاناته فيقول يعاني ريان ومروان من شلل دماغي رباعي منذ الولادة ، ولقد تعبا كثيراً وخصوصا ًبالمرحلة الابتدائية حيث كانت أصعب فترة في حياتهما نظراً لعدم وجود مدرسة لمثل حالتهم بالمنطقة الشرقية ” وإلى اليوم لا وجود لمثل هذه المدارس الابتدائية بالمنطقة الشرقية ” فاضطررت لتسجيلهما بمدرسة خاصة بسكن داخلي بالرياض تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية فكانا يمكثان طوال الاسبوع هناك ، وكنت اسافر لهما الاربعاء لإحضارهما للجبيل بينما أعود بهما الجمعة مرة آخرى للرياض ، واستمر هذا الوضع لمدة ستة سنوات فكانت هذه معاناة حقيقية بالنسبة لهما جراء السفر وبعدهما عن والديهم وأخوتهم . ويضيف كنت لا أراهما سوى في إجازة نهاية الاسبوع ، حيث كان عملي بنظام الورديات ( الشفتات ) فكنت في احايين كثيرة أعمل في أيام الخميس والجمعة ولا استطيع احضار ابنائي ، فاضطررت للإستقالة من عملي لأتمكن من متابعة دراسة ابنائي بالرياض . ويستطرد ” في المرحلتين المتوسطة والثانوية كان الحال أفضل بكثير حيث افتتحت لهما فصل دراسي مصغر في المنزل ليتعودا على الجو المدرسي فكان عبارة عن سبورة وطاولات ، كما أحضرت معلماً خاصاً فكان يعطيهم جدول حصص دراسي يتخلله فترة فسحة وذلك رغبة مني في تعويدهم على الجو الدراسي ” . ويضيف ” بعد 18 عاماً من التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة استطيع القول بأني كنت وما زلت أجد معاناة في تنقلاتهم في الشقق والفنادق والأرصفة والمساجد والمدارس وبعض المستشفيات والدوائر الحكومية ، ففي أغلب الاماكن لا يوجد ما يساعد على أن يمارس المعاق حياته الطبيعية على كرسيه المتحرك ، بل لا بد من مساعدة وجهد كبير لرفعه من الشارع لتجاوز الرصيف وأحيانا لا تستطيع لارتفاع رصيف أو ما شابه ” . منوهاً إلى أن ” الوضع في مدينة الجبيل الصناعية أفضل بكثير من بقية مدن المملكة من حيث البنية التحتية للمعاق ” . وناشد الغامدي من خلال ” الوئام ” خادم الحرمين الشريفين بايجاد علاج لأبنائه مروان وريان وسلطان والذين يعانون جميعاً من نفس المرض ” شلل دماغي رباعي “، سواء داخل المملكة أو خارجها . مبيناً بأن مروان وريان لديهما التوجه والميل لتكملة دراستهما الجامعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، فمستواهم التعليمي يؤهلهم لذلك بمشيئة الله لكن تبقى قضية السيارة الخاصة التي تسهل تنقلاتهم ربما تكون عائقاً لذلك “.