يمكن أن يكون حدث تطور خطير بشأن الأزمة السورية يتمثل في تخلي روسيا عن الأسد بعد اتفاق ضمني بين الرئيسين الروسي والأمريكي اوباما في لوس كابوس بالمكسيك.وكان الرئيسان حسما موقفهما من الأزمة السورية عبر بيان مشترك بعد لقائهما معاً صدر بعد مشاورات استمرت ساعتين على هامش قمة مجموعة العشرين، دعيا فيه إلى “وقف فوري للعنف” مؤكدين “وحدة “موقفهما” لجهة وجوب ان يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله في شكل مستقل وديموقراطي”. وأوضح أوباما أنه توصل إلى توافق مع بوتين على ضرورة قيام “عملية سياسية” في سوريا لتفادي اندلاع حرب أهلية، بدوره، أكد بوتين أنه وجد مع نظيره الأمريكي “العديد من نقاط التفاهم”، لافتا الى انه اجرى معه مشاورات “اساسية وجدية”. وأضاف بوتين “لقد تحدثنا عن الأمن وعن علاقاتنا الاقتصادية الثنائية”، قبل أن “يشكر” أوباما لدعمه انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية ويوجه له دعوة لزيارة موسكو. وتخشى موسكو ان تخسر حليفا استراتيجيا رئيسيا هو سوريا، إضافة إلى قواعدها البحرية في المتوسط في حال سقط نظام الأسد واستبدل بنظام لا يلبي مصالحها. كذلك، ابدى الرئيسان تطابقا في وجهات النظر بينهما حول البرنامج النووي الايراني فيما تستضيف موسكو مفاوضات صعبة بين مجموعة الدول الست الكبرى “الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا” وايران املا باقناع طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وقرر الجانبان أيضا السعي الى تسوية لتجاوز خلافهما في شان الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي الولاياتالمتحدة نشرها في اوروبا، الامر الذي ترفضه موسكو. واضاف البيان المشترك “رغم تقييم مختلف، توافقنا على مواصلة البحث عن حلول للتحديات على صعيد الدرع المضادة للصواريخ”. وأورد البيان المشترك “لقد توافقنا على وجوب أن تبذل ايران جهودا جدية لاستعادة الثقة في العالم حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وفي هذا الصدد، على طهران أن تفي في شكل كامل بالتزاماتها”. ويعتبر أوباما “تحسن” العلاقات مع روسيا خلال ولاية الرئيس السابق ديمتري مدفيديف أحد نجاحاته الدبلوماسية.