أحرق العشرات من السلفيين مقراً للشرطة في محافظة جندوبةالتونسية كما هاجموا عددا من الحانات في جولة جديدة من العنف السلفي.وقال راديو شمس إف إم إن نحو 80 سلفيا داهموا مقر الشرطة وقاموا بحرقه كما هاجموا عددا من الحانات في المدينة وأغلقوها بالقوة. وأضاف الراديو نقلا عن مصادر أمنية قولها إن المواجهات مستمرة بين عناصر من الشرطة والمجموعات السلفية وقد تمكنت من إيقاف العديد منهم.ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من أحداث مدينة سيدي بوزيد حينما داهم سلفيون الحانات ونقاط بيع الكحول وأجبروها على الإغلاق ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف مع التجار في المنطقة. ويقول مراقبون إن سمعة تونس أصبحت على المحك لأن السلفيين المتشددين باتوا يهددون فعليا بنسف الموسم السياحي لهذا العام حيث تتطلع تونس لاستقطاب أكثر من ستة ملايين سائح. ويتهم كثير من التونسيين حكومة “الترويكا” /التسمية الدارجة للتحالف الثلاثي المشكل للحكومة في تونس/، وخاصة حزب النهضة الإسلامي المهيمن على الحكومة، باللامبالاة تجاه تنامي الحركات السلفية المتشددة وتجاوزاتها المنهجية للقوانين السائدة في تونس والتي تهدد بنسف السلم الاجتماعي فيها. وبعد وقوع أحداث مشابهة في سيدي بوزيد نهاية الأسبوع الماضي، قال وزير العدل نورالدين البحيري /وزير عن النهضة/ إن السلفيين “تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وستتم معاقبتهم بحزم”، لكن لاشيء تحقق من هذا “التهديد” بمعاقبة السلفيين إلى حد تكرار هذه الهجمات بعد اسبوع من إطلاق “وعيده”. ويرسل تردد حزب النهضة في فرض قوة القانون على الظاهرة السلفية الجهادية، بإشارات سلبية للمجتمع التونسي الذي يستميت في الدفاع عن مكتسباته الحداثية وعن حرياته التي يريدها لاسقف لها، والذي يبحث عن الخروج من حالة التردي الاقتصادي الذي تعشه تونس. كما أن هذا التراخي في مواجهتهم، يشجع المتشددين على التمادي في تصعيد إرهابهم للتونسيين المخالفين لهم في الرأي وفي الرفع من سقف مطالبهم الموغلة في التطرف والانغلاق مع ما تحمله من مخاطر لاحصر لها على مستقبل البلاد. فيما أوقفت الشرطة السبت ثلاثة عناصر من السلفيين اتهموا بمحاولة إقامة الحد على مواطن بقطع يده بعد أن زعموا أنه سرق دراجة نارية في 11 أيار/ مايو الجاري، وأصيب المواطن بجروح فقط وتم نقله إلى المستشفى. وبمجرد انتشار خبر الإيقاف بين المجموعات السلفية تجمهر العشرات منهم أمام مقر الشرطة بوسط مدينة جندوبة غرب العاصمة. وفي نهاية الأسبوع الماضي، وقعت اشتباكات بين سلفيين وتجار خمور في سيدي بوزيدبتونس، وذلك بعد أن هاجمت مجموعات سلفية مسلحة بالعصى والسيوف والأسلحة النارية، حانات وأغلقتها. وهاجم السلفيون حانات مدينة سيدي بوزيد واتلفوا محتوياتها قبل ان يرد تجار الخمور بمهاجمة المتشددين واطلاق النار عليهم وملاحقتهم امام المساجد. ويطالب السلفيون وفقا لتقرير العرب أون لاين تجار الخمر بعدم توزيع الخمور على هذه الحانات التي تمتلك رخصا قانونية.وتأتي هذه التطورات بعد ايام من هجمات مماثلة شنها سلفيون في مدينة سيدي بوزيد معقل الثورة على نظام زين العابدين بن علي. وتواجه السلطة الأمنية في البلاد انتقادات حادة من أحزاب معارضة ومنظمات المجتمع المدني بسبب إحجامها عن ردع أعمال العنف المتكررة للمجموعات السلفية المتشددة. ويقول مراقبون، إن حزب النهضة يبدو وكأنه قد دخل مبكرا في حسابات سياسية أثرت على موقفه من السلفيين المتشددين الذين يخشى خسارة أصواتهم في الاستحقاقات الانتخابات المقبلة.