قالت لجان الثورة السورية أن ما لا يقل عن 40 شخصا قتلوا اليوم برصاص الجيش السوري في أنحاء واسعة من البلاد. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات في حي ركن الدين وشارع الثورة في قلب دمشق بين الجيش النظامي والجيش الحر. وأكد ناشطون سماع أصوات إطلاق نار في مناطق مختلفة منها أوتوستراد العدوي وشارع بغداد وباب مصلّى وركن الدين والمهاجرين. كما بثوا صورا لمتظاهرين يقطعون طرقا داخل دمشق وحولها بحرق الإطارات. وذكرت شبكة شام أن القصف تجدد على مدينة إدلب منذ ساعات الصباح الأولى في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر التي تركزت في حي الضباط، وأشارت إلى كتيبة من المشاة قامت بعملية تمشيط ودهم واعتقالات في الحي وكلية الآداب. فيما قال ناشطون إن الجيش الحر دمر دبابتين وشاحنة محملة بالشبيحة في طريق إحسم البارة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن “قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات”. وأضاف أن “اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية منذ صباح الأحد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة”. وأشار إلى أن “الجيش يستعد لشن هجوم ضد المنشقين في منطقة جبل الزاوية” التي يتركز فيها عدد كبير منهم. إلى ذلك استبعد الموفد الأممي العربي المشترك، كوفي أنان، اليوم الأحد، بعد اجتماعه مجددًا في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد، التوصل قريبًا إلى وقف للعنف كمقدمة لتسوية سياسية للأزمة التي لم تظهر بعد أية علامات على قرب انفراجها. وقال أنان في مؤتمر صحفي بُعيد اجتماعه بالأسد: “سيكون الأمر شاقا.. سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل”. وأضاف: “أشعر بتفاؤل لعدة أسباب”، دون أن يُفصِّلها، وأضاف أنه عرض على الرئيس السوري إجراءات ملموسة سيكون لها أثر حقيقي على الميدان، وتساعد على إطلاق مسار يرمي إلى إنهاء الأزمة وتابع أن المحادثات تمحورت حول الوقف الفوري للعنف والقتل، والسماح للوكالات الإنسانية بالنفاذ، والحوار، مشددًا على أن الرد الواقعي يكمن في التغيير وتبني إصلاحات ترسي أسسًا متينة لسوريا ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر، يقوم على القانون واحترام حقوق الإنسان، وكان أنان، التقى أمس الأسد في دمشق، وقالت الأممالمتحدة إنه عرض عليه مقترحات لإنهاء الأزمة، وحثه على اتخاذ إجراءات ملموسة لذلك. في غضون ذلك أعلنت الحكومة العراقية عن تأييدها ولأول مرة للثورة السورية ضدَّ نظام بشار الأسد، مؤكدة أنها تؤيد أيضًا تغييرًا جذريًا للحكم في سوريا مستبعدة في الوقت نفسه التدخُّل العسكري في هذا البلد. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ “أن العراق يساند الشعب السوري “، مشددًا على ضرورة “حصول تغيير جذري في نظام الحكم بسوريا من دون تدخل العراق “. وأضاف الدباغ أنَّ “التدخل العسكري في الأوضاع السورية سيشعل النيران فيها”، معتبرًا أن” أول من ستطاله تلك النيران هو العراق”.