عقدت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اليوم لقاءً علمياً بعنوان “الحوادث النووية اليابانية: الاستعدادات والتداعيات” قدمه خبيران من المعهد الياباني للعلوم الإشعاعية البروفسور تاتسوزاكي والبروفسور سوزوكي، وذلك في قاعة المؤتمرات بمقر المدينة. وبدأ اللقاء العلمي بورقة للبروفسور تاتسوزاكي تحت عنوان ” مقدمة لطب الطوارئ الإشعاعية” تحدث خلالها عن الاستعدادات في مجال طب الطوارئ الإشعاعية ومتطلباتها الخاصة في التعامل مع المصابين سواء كانوا من العاملين في ببيئة الحادث أو من العاملين في فرق الطوارئ. وتحت عنوان “استعراض لتداعيات حادثة الحالة الحرجة في اليابان” تحدث كل من البروفسور سوزوكي والبروفسور تاتسوزاكي عن بعض النماذج للحالات الحرجة باليابان , مثل الحالة الحرجة التي مرت عام 1999م , عندما تسبب عمال منشأة نووية في توكايمورا في سلسلة تفاعلات غير متحكم بها , نتج عنها انشطار نووي غير مقصود لمدة 15 دقيقة, مما أدى إلى وفاة عاملين بالمنشأة. وتطرقت الورشة كذلك إلى حادثة محطة فوكوشيما دايتشي اليابانية الأخيرة التي وقعت في مارس 2011م, جراء الزلزال الذي ضرب اليابان وموجة المد البحري, مما أدى إلى عطب عدد من مفاعلات محطة فوكوشيما وخزانات وقودها , ونتج عنه تسرب مواد مشعة من المفاعل إلى البيئة , حيث تحدث كل من البروفسور تاتسوزاكي والبروفسور سوزوكي عن احتياطات السلامة التي قامت بها وكالة الطاقة اليابانية للحد من تداعيات الحادث, وكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث بمايضمن سلامة البيئة. وفي الورقة الأخيرة التي كانت بعنوان “مقدمة عن عداد الجسد الكلي وقياسات في طب الطوارئ الإشعاعية” تحدث البروفسور سوزوكي عن الإجراءات الطبية التي يمكن القيام بها في مثل هذه الحوادث , حيث قدم من خلال ورقته مقدمة عن عداد الجسد الكلي وكيفية قياسه في طب الطوارئ الإشعاعية, وكيفية التصرف مع الحالات التي تعرضت لجرعات إشعاعية من خلال عداد الجسد الكلي. ويأتي هذا اللقاء العلمي الذي تنفذه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في إطار مهامها في الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية التي يشارك في تنفيذها العديد من الجهات الحكومية بهدف مواجهة الحوادث الإشعاعية والنووية سواء تلك التي قد تنتج من الممارسات الإشعاعية العديدة في المملكة أو تلك التي تصل أثارها سواء بانتقال المواد المشعة عبر الغلاف الجوي أو من خلال الأغذية والسلع الملوثة بالمواد المشعة التي ترد للمملكة. يذكر أن المملكة قد فعلت الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ الإشعاعية بعد وقوع حادثة محطة فوكوشيما، حيث عملت الجهات الحكومية المختلفة في رفع مستوى حالة الاستعداد ومراقبة المواد الغذائية والسلع ولا سيما الواردة من اليابان وذلك للتحقق من سلامتها من التلوث الإشعاعي، حيث كان للمدينة دور علمي وتقني يساند تلك الجهات من خلال خبراتها وإمكانياتها العلمية التي سخرتها في دعم أعمال رقابة التلوث الإشعاعي. كما تابعت المدينة بواسطة التقنيات التي طورتها مستوى تلوث أجواء المملكة بنواتج التلوث الإشعاعي من حادثة محطة فوكوشيما، حيث تم رصد مستويات متدنية من بعض المواد الملوثة حملت لأجواء المملكة من أوروبا وشمال الكرة الأرضية وهي مستويات لا تشكل بذاتها مخاطر إشعاعية ولا تتطلب إجراءات احترازية إضافية.