تعتبر محافظة ثار من المحافظات الشمالية لمنطقة نجران وتبعد عن مدينة نجران حوالي 120كم تقريباً، حيث تحدها من الشمال والشرق محافظة يدمه ، ومن الغرب محافظة بدر الجنوب، ومن الجنوب محافظة حبونا.وقد احتلت محافظة ثار قديماً وعلى مر التاريخ موقعاً مهماً من الناحية الاقتصادية حيث كانت قوافل التجارة القديمة تتوقف بآبار حمى التاريخية في ثار, ثم تتفرع إلى طريقين الأول يتجه شمال شرق الجزيرة العربية ماراً بقرية الفاو، والثاني يتجه إلى شمال وغرب الجزيرة مارا بجرش ثم مكةالمكرمة والمدينة المنورة والعلا ثم إلى بلاد الشام ومصر. ويتبع لمحافظة ثار ستة مراكز نمو هي ( قطن، ثجر، حمى، الصفاح، الجوشن, المحمدية) ويتبع كل مركز العديد من القرى والهجر, ومنها هجرة الرحبة, والرابية, وبُصر والخرماء, وتلاع والنبعة وثار القديم والحنكان وغيرها. وتتميز محافظة ثار بازدواجية رائعة حيث يجد الزائر لها عدة مناخات وتضاريس جمعت معظم أشكال الطبيعة حيث الجبال المرتفعة, والكثبان الرملية, والسهول المنبسطة التي تتخللها العديد من الأودية التي يعتبر أهمها وادي ثار ووادي قطن , كما يعد منتزه الجزم الطبيعي من أشهر المنتزهات الطبيعية في منطقة نجران, ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة, حيث يزوره ويستريح في ظلال أشجاره الوارفة وبالقرب من غدرانه وتجمعاته المائية وشلالاته أهل المحافظة والقادمين من نجران ومن عسير وغيرها من المدن, ومن متنزهات المحافظة أيضاً منتزه عشارة في مركز قطن, ومنتزه كتام, ونجد القرايع. كما تعتبر محافظة ثار, من المواقع الأثرية المهمة, في شبه الجزيرة حيث تضم آبار حمى الشهيرة, التي ما زالت نقوشها حتى الآن واضحة جلية شاهدة على التاريخ العتيد, حتى أن بها من الغرائب النقش المعروف الذي يبلغ طوله 6 أمتار مكتوب بالخطين السبئي، والثمودي، ومع هذه المحاولات كانت البداية نحو الكتابة الأبجدية التي توصل الإنسان إلى ابتكارها وعرفت بالخط المسند كما تشير الروايات التاريخية العديدة في هذا المجال , كما يضم موقع حمى الأثري ستة آبار لازالت المياه العذبة بها حتى وقتنا الحاضر، وهي: أم نخلة، القراين، الجناح، سقيا، الحماطة، والحبيسة, وهي بئر محفورة في قلب الصخور. وقد حظيت المحافظة كسائر محافظات المنطقة بالمشروعات التنموية والنهضة العمرانية , حيث يظهر ذلك جلياً لمن يدخل المحافظة مع إحدى مداخلها امتزاج القديم بالحديث من الناحية العمرانية , فتنتشر المباني السكنية الحديثة في مركز المحافظة والقرى الرئيسية التابعة لها جنباً إلى جنب مع بيوت الطين القديمة كما تضم الكثير من المشروعات الحكومية التي جعلت أهالي المحافظة والبالغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة ينعمون بكامل احتياجاتهم داخلها دون الحاجة للسفر. وتحظى محافظة ثار كغيرها من محافظات نجران بالاهتمام والمتابعة الدقيقة لمشروعاتها التنموية من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران , حيث يتوفر فيها معظم الإدارات الحكومية وهي محكمة شرعية بالمحافظة ودائرة للتحقيق والادعاء العام ومكتب للأوقاف والدعوة والإرشاد ومصلى للعيد ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم و31 مدرسة للبنين و22 مدرسة للبنات وفي المجال الأمني توجد العديد من المراكز الأمنية التابعة لشرطة منطقة نجران وكذلك المحافظة والمراكز التابعة لإمارة منطقة نجران. وفي مجال الخدمات الصحية تتوزع خمسة مراكز للرعاية الصحية وهي ثار, وقطن, والصفاح, وطلحام وتلاع وتم مؤخراً افتتاح مستشفى ثار العام بسعة سريرية تجاوزت 50 سرير, ويحتوي على 10 عيادات خارجية, وقسم متكامل للطوارئ, وأقسام تنويم لجراحة الرجال والنساء والولادة والأطفال كما يضم خدمات مساندة متكاملة من الصيدليات والمختبرات والمرافق وغيرها. أما في مجال الخدمات البلدية فشهدت المحافظة العديد من المشاريع البلدية منذ افتتاح فرع البلدية بها عام 1428ه حيث بلغت قيمة تلك المشروعات أكثر من 40 مليون ريال في مجالات السفلتة والأرصفة والإنارة , ودرء أخطار السيول وإنشاء مبنى للبلدية , وساحات شعبية , وتحسين وتجميل المنتزهات ولا زالت عجلة النمو والتطور في محافظة ثار تشهد ازديادا عام بعد أخر. وأوضح رئيس بلدية المحافظة صالح حسين آل دوس خلال تصريحات لوكالة الأنباء السعودية(واس) أنه تم ترسية وتنفيذ مشروعات سفلته وإنارة وأرصفة بالمحافظة ومراكزها ( قطن والصفاح وثجر والمحمدية وحمى) وفي المخططات الاستثمارية ومواقع متفرقة داخل المحافظة تشمل الفطحة , العين والقرين , نعوان , الصفاح بقيمة إجمالية بلغت 30 مليون , كما تنفذ حاليا مشروعات لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار بمبلغ 8 مليون كما تم إنشاء ساحات شعبيه بمحافظة ثار بمبلغ 500,000 ريال وتم تنفيذ ساحة احتفالات في محافظة ثار وقريه نعوان , وجارى حاليا تنفيذ ساحات في مركز الصفاح ومركز قطن وقريه العين والقرين والمحمدية كما تم إنشاء حديقتين في محافظة ثار بمبلغ مليون ريال, ومشروع لتحسين وتجميل منتزهات بالمحافظة بمبلغ 500,000 ريال وتم تنفيذه بمنتزه الجزم وينفذ حاليا تسوير مقابر ومغاسل موتى بمحافظة ثار ومراكزها كما يجري العمل حاليا في إنشاء مبنى البلدية بتكلفة إجمالية تبلغ ثمانية ملايين ريال .وتحظى محافظة ثار بأهمية اقتصادية حيث تضم منجما للذهب في مركز الجوشن, بالإضافة إلى الفضة والنحاس والزنك.