تعتبر محافظة ثار إحدى محافظات القطاع الشمالي في منطقة نجران، تتوسط كلا من محافظتي حبونا ويدمة، وتحتل مركزا مرموقا منذ عقود من الزمن، إذ كانت على مر التاريخ موقعا مهما من الناحية الاقتصادية، اشتهرت بقوافل التجارة العربية القديمة، تتميز بجبالها المرتفعة وكثبانها الرملية وسهولها المنبسطة، تتخللها العديد من الأودية المتجهة شرقا أهمها وادي ثار ووادي قطن، توجد فيها العديد من المنتزهات الطبيعية من أهمها منتزه الجزم، يرتادها المواطنون من داخل المحافظة وخارجها. حظيت هذه المحافظة كغيرها من محافظات نجران بمتابعة دقيقة وجهد مستمر من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، وقد أكد في تصريح سابق له على أهمية تأمين مشاريع تنموية عديدة في جميع محافظات المنطقة خدمة للأهالي، وقال «إن محافظات المنطقة في حاجة للعديد من المرافق والخدمات في مجالات الطرق، الصحة، التعليم، البلدية ومشاريع المياه، وسيتم العمل على اعتمادها وتحقيقها في القريب العاجل من أجل خدمة المواطن والمقيم، كما أننا نسعى لمعرفة احتياجات المحافظات في مختلف الجوانب، ولدينا تقارير توضح ذلك، وسنعمل على تنفيذ الأولويات من المشاريع وفق خطط تنفيذية محددة». حظيت محافظة ثار التاريخية باهتمام الجهات المعنية، وتوافرت لديها معظم الدوائر الحكومية الخدمية، وإن كانت تطمح إلى المزيد منها، حيث توجد فيها محكمة شرعية، مكتب للأوقاف والدعوة والإرشاد، مبنى حكومي للبلدية، العديد من المراكز الأمنية التابعة لشرطة منطقة نجران، المراكز التابعة لإمارة المنطقة في كل من ثار، الصفاح، حمى، ثجر وقطن، أكثر من 50 مدرسة للبنات والبنين، والعديد من المراكز الصحية المتواضعة في خدماتها الصحية. تشتهر ثار بمعالم أثرية عديدة منها أبيار حمى، واختلف الكثير من كبار السن على تسمية المحافظة، فمنهم من أرجعها إلى جبل في المنطقة يدعى ثأر، وقال مهدي حسين آل مطلق «إن سبب التسمية يرجع إلى النمو السريع للنباتات عند هطول الأمطار قديما»، فيما بين مسفر بن فنيس بن خنز «أن التسمية ترجع إلى وجود الكثير من الغابات والحجارة في موقع شهد حروبا بين القبائل للأخذ بالثأر». ورغم قدم المحافظة واتساع مساحتها، ورغم ما تتبع له من مراكز ومنها قطن، الصفاح، العين، القرين، حمى، تلاع، والجوشن، إلا أنها لا تزال تبحث عن أبرز القطاعات الحكومية. وقال كل من سالم مهدي خنز، محمد سالم آل مخلص، وغفون محمد آل مخلص «تمتد المحافظة لمساحات كبيرة وشاسعة، يوجد فيها الكثير من الفقراء والعجزة والأرامل، ما يحتم إيجاد مكتب للضمان الاجتماعي». وقال المواطن محمد آل معمر «إن أقرب مكتب للضمان الاجتماعي يبعد عن المحافظة بنحو 100 كلم، ولأني أسكن في قرية تلاع على بعد 70 كلم بعيدا عن المحافظة، ولا أملك سيارة، أضطر لاستئجارها لقطع هذه المسافة الطويلة». فيما طالب سالم محمد آل راكه بضرورة افتتاح مكتب للضمان الاجتماعي في محافظة ثار، مثلها مثل بقية المحافظات. مركز للهلال الأحمر يعاني سكان المحافظة من عدم وجود مركز للهلال الأحمر لإسعاف حالات الطوارئ في الحوادث المرورية على الطرق، إضافة لنقل المرضى إلى المستشفيات. منطقة صناعية وحدائق في جولة «عكاظ» الميدانية بحثنا عن موقع المنطقة الصناعية، إلا أن سعيدان محمد خنز أفادنا بأن المحافظة تفتقر للمنطقة الصناعية، ولا توجد فيها إلا الورش، وقال «تعودنا أن نحمل مركباتنا المعطلة إلى المنطقة الصناعية في نجران من أجل إصلاحها». وقال كل من عبدالله عايض آل معجبة وسالم سعيدان آل مخلص «خصصت البلدية موقعا لإنشاء حديقة فيه منذ ستة أشهر، وحتى هذا اليوم لم ينجز منها شيء، فيضطر الأهالي إلى الذهاب بأطفالهم إلى منطقة نجران على بعد 150 كلم لقضاء وقت الإجازة الأسبوعية». محكمه ثار بلا قاضٍ من جانبهما، أكد كل من هادي مسفر ظافر ومهدي محمد حنز، بأن العمل في محكمة ثار لا يتعدى اليوم الواحد من كل أسبوع، ما يؤدي لتراكم معاملات الصكوك والحجج. وفي السياق نفسه قال علي بن عايض آل معجبة «نقرأ في الصحف أن الحجج ليست متوقفة إلا في ثار». سوق شعبية عشوائية أبرز ما يميز محافظة ثار وجود السوق الشعبية العشوائية كل جمعة من كل أسبوع، ويرتادها أهالي المنطقة والمناطق المجاورة مثل منطقة عسير، حيث تتوافر فيها بضائع متعددة. وقال هادي عوض آل مخلص «ما يعاب على هذه السوق هو سوء التخطيط، الأتربة، والغبار نظرا لعدم سفلتتها وافتقارها لمسجد ودورات مياه ومواقف السيارات». صراف وحيد يعاني سكان ثار وموظفوها من مدنيين وعسكريين ومعلمين ومعلمات، من عدم اهتمام البنوك بافتتاح فروع لها في المحافظة، حيث لا يوجد إلا صراف وحيد لأحد البنوك، وغالبا ما يكون خارج الخدمة، مما يسبب حرجا للأهالي. وقال حسن آل مخلص «جميع الموظفين في الوقت الراهن أصبحوا يستلمون رواتبهم عبر شبكة الصرافة، ونأمل أن تهتم البنوك بافتتاح فروع لها في المحافظة وأن تؤمن المزيد من أجهزة الصرافة، حيث إن الصراف الوحيد يواجه تزاحما كبيرا خصوصا في عطلة الأسبوع». مستشفى ثار أنشئ مستشفى ثار العام على أعلى مستوى، ولكن لا يزال الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر افتتاحه، ويضطرون إلى التنقل بين محافظات منطقة نجران بحثا عن العلاج لهم ولذويهم. وقال سالم علي آل معمر «مضى عام ونحن في انتظار هذا الصرح الطبي لخدمة سكان المحافظة». مواقع سياحيه وأثرية من جانبه، طالب صالح جابر آل مخلص هيئة الآثار والسياحة بتكثيف الاهتمام بآبار جمى التي لا تزال نقوشها تشير إلى أنها كانت محطة من محطات التجار في الجزيرة العربية، مشيرا إلى أهمية تطوير منتزه الجزم المتميز بكثرة أشجار السدر ليصبح موقعا سياحيا للأهالي والزوار. مشروع الربع الخالي من جهته، بين المواطن مسفر آل مطلق، أن أهالي المحافظة يعانون من شح المياه، ويصعب عليهم نقلها من مناطق بعيدة، وقال «استبشر أهالي تلاع والجوشن بمشروع مياه الربع الخالي، إلا أنهم اكتشفوا بأنه لا يتعدى حدود مخطط المحافظة، يزيد من معاناة القاطنين خارج المحافظة». وحدة كهرباء أقرب مكتب وحدة كهرباء لمحافظة ثار يوجد في حبونا، ما يضطر الأهالي لعبور مسافة بعيدة حتى يصلوا إلى موقعه من أجل تقديم طلباتهم بتأمين العدادات، مطالبا بافتتاح مكتب لوحدة كهرباء ثار لكثرة أعطالها.