حول نفي السماح للمرأة السعودية بالدخول لأرض الملاعب تحدثت الكاتبة سالمة الموشى في مقالها بصحيفة “الوطن” وقالت إن هذا الإبعاد ليس مهما بشكل مباشر فقد ألفنا هذا كثيرا؛ الشاهد في كثرة النفي والتصريح بخصوص أدق تحركات النساء هو إلى متى وهناك بوصلة خاصة مهمتها أن تشير إلى المرأة أينما تكون. وتؤكد أنه في المملكة لا يكف عن التحديق بالنساء أينما توجهن، متساءلة، فماذا يتوقع من المرأة وهي تجد ذاتها وكيانها على خط ساخن الكل يمر عبره، ومن خلاله سيحدث أن لكل فعل رد فعل، وهو نتيجة للصراعات الخفية التي تحدث ضد النساء بشكل أو بآخر.وتقول مطلوب من المرأة في بلادنا أن تتلقى فقط، ومطلوب التعامل معها باعتبارها “ملكية من نوع خاص” وأن تكون في دور المتلقي للتعاليم والأوامر. لمطالعة المقال: أخرجوا النساء من جزيرة العرب... لبرتراند رسل حكمة تقول: أكثر الجدالات عنفا هي التي تدور حول أمور ليس لها أدلة جيدة تثبتها أو تنفيها.إن هذه الحكمة هي من أكثر الحكم تعبيرا عما تصدره وسائل الإعلام يوميا عن المرأة التي أصبحت مادة أساسية لجدل يومي لا يكف عن التحديق بنا كنساء أينما توجهنا. فماذا يتوقع من المرأة وهي تجد ذاتها وكيانها على خط ساخن الكل يمر عبره، ومن خلاله سيحدث أن لكل فعل رد فعل، وهو نتيجة للصراعات الخفية التي تحدث ضد النساء بشكل أو بآخر، أي إنسان لو ضيقت عليه حياته سيبادر بالرفض والغضب، فالنفس البشرية تتوق للكرامة والحرية، لا يجب أن نندهش إذا ما رأينا أصواتا نسائية ترفض أو تطالب بكثير من المتطلبات والحقوق والتي باتت جزءا من الحياة المعاصرة، فحين تستيقظ المرأة كل صباح لتجد الكثير من الفتاوى تصدر بخصوص طريقتها بالحياة، عملها، حياتها الخاصة، مشكلاتها المعلقة، حقوقها المدنية والإنسانية تجد أنها مطالبة بقبول الكثير مما لا يلبي مطلبها الإنساني، مطلوب منها أن تتلقى فقط والتعامل معها باعتبارها “ملكية من نوع خاص” يجب أن تعمل بالطريقة كذا، وتعيش بالطريقة كذا بالإضافة إلى التوثيق لهذه المحظورات بالشواهد التي تدعمها، هي دائما في دور المتلقي للتعاليم والأوامر، فمثلا حين حاول البعض إدماج المرأة في دائرة العمل ضجت الأصوات، وحين أرادت المشاركة في التنمية والمنتديات الاقتصادية تعالت الأصوات أكثر.هذا الكرت الأحمر الذي يستخدم باستمرار في كل ما يخص حراك المرأة، وآخره عدم السماح لها بحضور الملاعب للمشاهدة فقط، وهو ما أكدته مؤخرا الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث نفت الخبر المتداول عن السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية وحضور المباريات، وأنه لم يصدر قرار رسمي من الرئاسة بالسماح للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية وحضور المباريات في الوقت الحاضر.هذا الإبعاد ليس مهما بشكل مباشر فقد ألفنا هذا كثيرا؛ الشاهد في كثرة النفي والتصريح بخصوص أدق تحركات النساء هو إلى متى وهناك بوصلة خاصة مهمتها أن تشير إلى المرأة أينما تكون.أخشى أن يأتي يوم لنجد من يقول “أخرجوا النساء من جزيرة العرب”.