الناظر في حال كثير من النساء كثرة ( الكلام ) فهن يشعرن بالتعب عند القيام بأعمال منزلية أو الالتزام بوظيفة ، ولكنهن ( لا ) يشعرن بالتعب عند ذكر تفاصيل ( فلانة .. أو فلان ) من الناس ، والذي أراه أن عضلة ( اللسان ) عند المرأة غير قابلة للمرض أو الإرهاق أبداً ! . وفي خضم كثرة مجالسهن وما تنطوي عليها .. لا أقول من ( أسرار ) بل من ( فضائح ) مباشرة يتنافسن في نقلها بين الأوساط عبر وسائلهن الخاصة والسريعة جداً ، تجد ( التعيير ) في قمة اجتماعاتهن ، وهذا ( التعيير ) يشمل حياة من ( يعايرنها ) والدخول في أدق تفاصيلها . لا شك أن ذلك مرض منتشر في مجالسهن ، وقد يتلذذن ( جداً ) بذلك ولا يبالين بالعواقب دينياً أو حياتياً وأن ما أصاب ( فلانة ) قد يصيبها غداً ، بل إن البعض منهن قد تشعر أنها لم تعش يومها بالشكل المطلوب عندما لا تقدم للأخريات مائدة منوعة بها لحوم الناس ! والأغرب من ذلك البعض منهن تدعي صفة ( التدين ) تغتاب وتستهزأ وتنتقص ثم في نهاية ( المأدبة ) تقول كفارة المجلس ! وتختم بها وكأن شيئا لم يحصل ! ، أو تتكلم وتشرح الضحية ويتبع كل كلمة ( استغفر الله ) ! . والأعجب عندما يردن أن ينقلن ( أو بالأصح ) يفشين ( سراً ) تسرده الناقلة بالكامل للمستمعة ومن ثم ( تحلف تلك الأيمان المغلظة ) ألا يخرج سرك ! ، فيأتي الأخرى اتصال أو اجتماع كالعادة .. وتتم عملية السرد ( للسر ) وعليه بعض الإضافات ( المبهرة ) ، وأيضاً لا يخلو توثيق ذلك السر من ( يمين بالله ) تنطقها المتلقية مع تأكيد قول : ( كأني لم أسمع منك شيء ) وهكذا .. ! حتى يصبح ( السر ) أمراً عاماً . فبعض النساء تجمع عجائب ولكنها ( عجائب مذمومة ) : _ النشاط والحيوية عند الكلام في الناس . _ انفتاح الذهن و ( التركيز الشديد ) لالتقاط عيوب الناس . _ الانتعاش عند الذهاب إلى اجتماع نسائي والكسل عند العودة للمنزل !. _ الزيارة بغرض ( استكشاف ) الجديد ، وهذا يختص ب ( المرأة ) الحائزة على شعبية واسعة ! . _ ( الإشاعات ) المنفذ الوحيد عند دق ناقوس الخطر والحقد والغيرة في قلب ( إحداهن ) . لا أقول أن جميع النساء بهذه الصفات المذكورة ، لكن الأغلبية ( هن كذلك ) ونادراً ما تجد عكس هؤلاء النسوة .