واصلت القوات النظامية السورية عمليات القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص، أحد معاقل الجيش الحر، فيما شهدت حلب تظاهرة كبيرة. بينما انعكست الأحداث السورية توترا في مدينة طرابلس اللبنانية مع تجدد القصف والقنص من الموالين للنظام من علويي منطقة جبل محسن على بقية أحياء المدينة. ولتلافي الانشقاق داخل المعارضة السورية أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أمس استعداده للاستقالة من رئاسة المجلس بعد يومين على إعادة انتخابه، فور اختيار خلف له. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس إن "مدينة الرستن تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية"، مشيرا إلى أن وتيرة القصف تصل إلى ثلاث قذائف في الدقيقة. ودعا المرصد المراقبين الدوليين للتوجه إلى الرستن التي يعمل النظام على "تدميرها تدريجيا". وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر هذه المدينة وحاولت اقتحامها عدة مرات كان آخرها الاثنين الماضي عندما دارت اشتباكات عنيفة على مدخل المدينة أسفرت عن مقتل 23 جنديا نظاميا. وذكر ناشطون في الرستن أن المدينة "تتعرض لقصف غير مسبوق يرمي إلى إحباط السكان وعناصر الجيش الحر المدافعين عنها"، مستبعدين "في الوقت الحالي إمكانية اقتحام القوات النظامية لهذه المدينة" التي يتركز فيها عدد كبير من الجنود والضباط المنشقين عن الجيش. وفي ريف دمشق، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي عربين وكناكر ترافقت مع أصوات إطلاق رصاص. ووقعت اشتباكات في مدينة القطيفة بعد منتصف الليل بين القوات النظامية ومنشقين. كما اقتحمت القوات السورية مدينة درعا في محاولة لكسر الإضراب العام في المدينة. وبعد أن هددت لجان التنسيق المحلية التي تشكل الفصيل الأساسي من المعارضة والناشطة على الأرض، بالانسحاب من المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية ممثلي المعارضة المطالبة، وذلك احتجاجا على "الاستئثار بالقرار" داخل المجلس أعلن غليون انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، بحسب ما جاء في بيان أصدره أمس. إلى ذلك أكد المتحدث الإعلامي لفريق المراقبين الدوليين في سورية حسن سقلاوي أن "عدد المراقبين العسكريين والمدنيين وصل إلى أكثر من 307 وأن العدد قابل للزيادة تباعا". وقال "أصبح لدينا مراكز ثابتة للمراقبين بعدد من المحافظات السورية أبرزها حلب وقبلها درعا وحماة وحمص وإدلب وإن الأمور تسير بشكل مقبول والانتشار يستكمل خلال الفترة المقبلة". وعلى خلفية الأحداث السورية، قتل شخص وأصيب سبعة آخرون بجروح أمس في اشتباكات بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس بشمال لبنان. وأكد أبناء التبانة عن مقتل ضابط مخابرات سوري يدعى بهاء داود وإصابة عنصرين من المرافقين له، وتم نقله إلى مدينة طرطوس السورية مسقط رأسه حيث دفن هناك، ما يشير إلى دخول الجيش السوري في المعارك مباشرة. كما أكدت معلومات وجود عناصر مسلحة "محسوبة على حزب الله" تعمل على تأجيج الأوضاع في المدينة. ومن جهته اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الرئيس السوري بشار الأسد "انتهى أمره" داعيا الأسرة الدولية إلى تصعيد الضغط على نظامه. وشدد باراك متحدثا لشبكة "سي إن إن" الأميركية على أن الأسد وكبار المسؤولين المحيطين به وحدهم يجب أن يرحلوا وليس هيكليات النظام الأخرى بما في ذلك الجيش. وأعرب باراك عن "خيبة أمله لبطء انهيار الأسد" مضيفا "أعتقد أن أمره انتهى في مطلق الأحوال".