لم يتضمن الرد الإسرائيلي على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حمله أول من أمس كبير المفاوضين الإسرائيليين المحامي إسحق مولخو أي عروض سياسية، واقتصر على طلب استئناف المفاوضات بين الجانبين لبحث قضايا الحل النهائي بما يؤدي إلى اتفاق. وقالت مصادر مطَّلعة ل "الوطن" إن عباس عقد اجتماعاً مع مولخو مساء أول من أمس، وجاء في بيان مشترك وزَّعه مكتب نتنياهو "إسرائيل والسلطة الفلسطينية ملتزمتان بتحقيق السلام ويأمل الطرفان أن تبادل الرسائل سيساعد على تحقيق هذا الهدف". وكانت القيادة الفلسطينية قد عقدت اجتماعاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، لبحث رسالة نتنياهو توطئة للتشاور مع القادة العرب قبل أن يتم الرد عليها بشكل مكتوب أيضاً في إطار ما بات يطلق عليه دبلوماسية الرسائل. وهي الدبلوماسية التي شجعتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، داعيةً عباس في اتصال هاتفي أمس على استمرار الاتصالات مع تل أبيب لتفادي أي تدهور في الأوضاع. على صعيد قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون تل أبيب قال عباس "نأمل من الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، لتنتهي هذه الأزمة الخطيرة بخير، وألا يصاب أحد منهم بأذى، لأنها ستكون طامة كبرى وكارثة وطنية لا نريد حدوثها". وأضاف "نحن نتحدث عن ظروف السجن والاعتقال، وحتى الآن لم تلب مطالبهم رغم الجهود التي تبذل، ولكن الوضع في منتهى الخطورة". ومضى بالقول "إضراب بعض الأسرى مضى عليه 75 يوماً، وقد أجرينا اتصالات مع الأطراف كافة كالجامعة العربية ومع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كما استحوذ هذا الموضوع على جل حديثي مع مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق مولخو". وعلى الصعيد ذاته أغلق عشرات الشبان مداخل مقرات الصليب الأحمر، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في قطاع غزة احتجاجاً على صمت هذه المؤسسات حول ما يجري مع الأسرى وعدم ضغطها على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالبهم. وتجمع المحتجون أمام المقرات الدولية ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، ورفعوا شعارات تطالب بتدخل دولي لإنهاء معاناة الأسرى وتنتقد التقصير الدولي إزاء هذه القضية.