تشهد العاصمة الأردنية اليوم لقاءً يجمع بين المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي اسحق مولخو وممثلي اللجنة الرباعية الدولية بهدف البحث عن أرضية مشتركة لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين بعد أكثر من عام على توقفها، لكن الجانبين قلّلا من احتمالات أي استئناف وشيك للمحادثات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية محمد الكايد "الاجتماع يهدف إلى تقريب وجهات النظر للعودة إلى طاولة المفاوضات وإنجاز اتفاق سلام يجسِّد حل الدولتين ويعالج كافة قضايا الحل النهائي بحلول الموعد الذي حدّدته اللجنة الرباعية بنهاية العام الحالي". وأضاف الكايد أن المفاوضَين الفلسطيني والإسرائيلي سيعقدان اجتماعاً ثنائياً مغلقاً، قبل أن يدخلا في اجتماع آخر مع أعضاء الرباعية، بيد أن إسرائيل قالت في بيان إن مولخو "سيشارك في اجتماع اللجنة الرباعية" دون أن تذكر شيئاً عن لقائه الثنائي مع عريقات. إلا أن وزيرالاستخبارات نائب رئيس الوزراء دان ميردور وصف الاجتماع بأنه "خطوة إيجابية ولكن لا يجب اعتباره كتجديد للمفاوضات"،مشيدا بالمبادرة الأردنية قائلاً "الأردن دولة جارة ولدينا علاقات هامة معها ومشاركتها في حل المشكلة هو أمر بالغ الأهمية. وكانت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد دعت الجانبين إلى انتهاز هذه الفرصة وحلّ الخلافات بينهما قائلة "الحاجة لسلامٍ دائم باتت أكثر إلحاحاً الآن من ذي قبل. فالوضع الراهن لا يمكن الإبقاء عليه ويجب على الجميع العمل بجرأة لدفع عملية السلام". وبدوره قال عريقات "هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود الأردنية المتواصلة لإلزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية الدولية، وستبحث سبل خلق الأجواء الكفيلة باستئناف مفاوضات السلام ويتعين على نتنياهو أن يجمِّد البناء الاستيطاني ويقبل بحدود عام 1967 لإقامة الدولتين حتى نستأنف المفاوضات"، مستدركاً القول إن اللقاء الحالي "لا يعني استئناف محادثات السلام، والسبب في تعطُّل المفاوضات هو اختيار تل أبيب للاستيطان، وفي اللحظة التي توقف فيها هذا النشاط المرفوض وتقبل مبدأ الدولتين يمكن أن تستأنف المفاوضات". من جهتها انتقدت حماس قبول السلطة لهذا الاجتماع الذي وصفته بأنه "مضيعة للوقت"،حسب ما قال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان، مشيراً إلى تفهمهم للضغوط التي تمارس على الرئيس محمود عباس للابتعاد عن تحقيق المصالحة الداخلية، وإجباره على خوض مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، داعيا إياه إلى "الصمود وتحدي تلك الضغوط والسير في تحقيق المصالحة." كما وجَّهت الجبهة الشعبية انتقادات للاجتماع، قائلة "عقد لقاءات مباشرة مع دولة الاحتلال بعد إعادة ملف الصراع إلى الأممالمتحدة ومؤسساتها ينطوي على خطأ سياسي فادح يعيد الساحة الفلسطينية الى دوائر المراوحة والانتظار".