كان الهدف الرئيسي من "السمبوزيوم" الأول لفن النحت بالدوادمي "النحت على الرخام", والذي اختتم أول من أمس الخميس، هو إتاحة الفرصة للفنانين النحاتين المحترفين ممارسة فن النحت على قطع بأحجام كبيرة، إضافة إلى تبادل التجارب ونشر الثقافة البصرية وتفعيل المشهد التشكيلي بالمملكة. سمبوزيوم فن النحت هو ورشة عمل مفتوحة لأجل إنجاز أعمال نحتية تشكيلية بأسلوب فني معاصر مستلهمة من التراث السعودي الأصيل، شملت "15" نحاتا محترفاً في المملكة، قاموا بتنفيذ 15 منحوتة كبيرة من الرخام يتراوح ارتفاعها من "130-150سم"، وسماكتها من "40-50سم"، وعرضها من "70-80 سم"، وسيجري توزيع الأعمال على مناطق مقترحة في محافظة الدوادمي، حيث يتوفر الفضاء الملائم لعرضها بما يضفي جمالية على وجه المحافظة. ومن هؤلاء النحاتين النحات المصري إبراهيم سيد عبده الذي تربى ونشأ وتعلم النحت منذ صغره على يد والده فنان النحت المصري السيد عبده سليم، لذا فإن ملكة الإبداع كانت تطفو على حياته وبالتالي كانت الفرصة كبيرة له لكي يتعلم ويدرس أسرار النحت من والده. يقول النحات إبراهيم سيد عبده: لم أعتد العيش خارج بيتي أو منطقتي فعلاقتي بمسقط رأسي علاقة روحية، لكن في الدوادمي اختلف الأمر، وذلك لبساطة أهلها وشهامتهم وعفتهم التي أحسست من خلالها أنني بين أهلي وإخوتي. وأضاف: أهالي الدوادمي كلهم طيبة ولم تحسسني بغربة أو شيء آخر، ودائما ما يضيف المكان شيئا للمبدع. وقال سيد عبده: "إن لغة منحوتاتي تتحدث بلغة أهالي الدوامي وفوح وبوح الإنسان في هؤلاء الناس، وما فعلته هو أنني قمت بترجمة تلك الطيبة في وجوه الناس من خلال عمل نحتي يجسد أهالي الدوادمي، وحاولت نقلهم في أعمالي كما هم، لأكوّن منهم في منحوتاتي جزءا من تاريخ المدينة بكل فخر واعتزاز". وكانت منحوتة الفنان سيد عبده منحوتة سريالية انكشفت تقاسيمها على عينيه وهي تمرر البوح الإنساني من خلالهما وعبر أحاسيسه لمن يشاهده أو يلتقاه، مصممة خصيصا لتجميل أحد ميادين محافظة الدوادمي. وقد وصفه المتابعون والمهتمون بالعمل المشع بالحيوية، وعندما تسقط عليه أشعة الشمس يعطي منظره الجمالي لكل من يمر بالمكان، وهو عمل يندرج تحت المدرسة التكعيبية السريالية، قائم على إظهار الخطوط والزوايا والمنحنيات بشكل حاد وبديع.