بعد أقل من 24 ساعة على تقرير الموفد الدولي والعربي المشترك كوفي عنان إلى مجلس الأمن حول الوضع المتصدع في سورية، استهدف انفجار موكباً للمراقبين الدوليين يضم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، في درعا أمس. وفيما ندد مود بالانفجار الذي خطط لاغتياله، معتبرا أنه "مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاج إليها السوريون"، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه. وعلى وقع تصاعد عمليات القتل في سورية وتراجع فرص الحلول السلمية، بحث رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل مع نظيره الأميركي مارتن ديمبسي في واشنطن أمس، أزمة دمشق، متطرقين إلى دور محتمل لحلف شمال الأطلسي في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان استعداد بلاده لأن تطلب من الناتو التدخل. ------------------------------------------------------------------------ استهدف انفجار أمس موكبا للمراقبين الدوليين في درعا، ومن بينهم رئيس الفريق الجنرال روبروت مود، وذلك غداة إحاطة المبعوث الدولي كوفي عنان مجلس الأمن بما آلت إليه خطته في سورية. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه "لإبعاد المراقبين عن الساحة" ولتثبيت "مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سورية". وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار "المتظاهرون هم من يريدون المراقبين، لأنهم يشكلون عنصر أمان لهم، وفي وجودهم يستطيع الشعب أن يعبر عن مواقفه خلال تظاهراته السلمية"، متوقعا أن يقدم المراقبون "شهادات عن الأساليب الدموية التي تنتهجها السلطات في قمع الاحتجاجات". وندد الجنرال مود في أول تعليق على الحادث بالانفجار واصفا إياه بأنه "مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون". كما دانت باريس "بحزم" التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية أمن المراقبين، كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو. وانفجرت عبوة لدى مرور موكب مود المؤلف من ست سيارات عند مدخل مدينة درعا، مما أسفر عن إصابة ستة جنود سوريين بجروح فيما لم يصب مود بأذى. وكان ضمن الموكب أيضا المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينج. وهذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يقع لدى مرور دورية تابعة للمراقبين في سورية. وفي سياق متصل تعرضت مدينة دوما شمال والتي تعد أحد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، لقصف وإطلاق نار منذ ليل أول من أمس. وفي العاصمة نفسها، قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة قتلوا سبعة على الأقل من الشبيحة أثناء هجوم على حافلة في ضاحية بدمشق. وذكروا أن الهجوم الذي استخدمت فيه قذائف صاروخية دمر الحافلة على أطراف عربين على بعد خمسة كيلومترات إلى الشرق من ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة. وفي مدينة حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الاشرفية، وقتل أحد عناصر "الشبيحة"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة إدلب بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في بلدة تل عين الحمراء. واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه إطلاق نار كثيف من عدة حواجز في المنطقة. ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة أدت إلى فرار بعض العناصر من القوات النظامية، واستشهد أحدهم إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية. وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة في دير الزور في انفجار ومن جهته دعا الجيش السوري الحر المجتمع الدولي إلى تنفيذ "ضربات نوعية" ضد قوات الرئيس بشار الأسد على غرار العمليات التني نفذها حلف شمال الأطلسي في ليبيا. وقال رئيس المجلس العسكري للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ إن عمليات من هذا النوع "ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية". وأكد في المقابل رفضه "اجتياحا بريا لسورية" مضيفا "نحن مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة".