دمشق، بيروت، باريس - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - في مؤشر على التحديات والمخاطر الكبيرة التي تواجه فريق المراقبين الدوليين إلى سورية، وقع انفجار صباح امس لدى مرور موكب للمراقبين في درعا، من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود. وسارع «المجلس الوطني السوري» المعارض الى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه «لإبعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود اصولية وإرهاب في سورية»، وهو ما ايده ناشطون في الداخل ايضاً، موضحين ان السلطات السورية تريد ان تعزز روايتها بأنها تواجه «عصابات إرهابية مسلحة». يأتي ذلك فيما تواصلت اعمال العنف والاعتداءات في مناطق سورية عدة، إذ قتل 7 من عناصر الامن في قصف صاروخي استهدف حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين في ضواحي دمشق، مما دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها. كما وردت أنباء عن اشتباكات عنيفة في مدينة حماة وفي دير الزور، حيث يقول سكان إن القوات الحكومية قامت بمداهمات وعمليات اعتقال. في موازاة ذلك، اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان اجهزة الامن السورية بممارسة «سياسة ممنهجة منذ اشهر لتهجير الشباب من الاحياء الجنوبية الثائرة من مدينة بانياس» الساحلية. وتحدث المرصد عن حالات «تعذيب جماعي» و «اغتصاب اطفال» و «تعذيب على اساس طائفي في المدينة». وحول الاعتداء على موكب المراقبين في درعا، قال ناشطون وشهود إن عبوة انفجرت صباح امس لدى مرور موكب من ست سيارات للمراقبين الدوليين من بينهم الجنرال روبرت مود عند مدخل درعا، ما أسفر عن اصابة ستة جنود سوريين بجروح فيما لم يصب مود بأذى. وكان ضمن الموكب ايضاً الناطق باسم فريق المراقبين نيراج سينغ. واتهم عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس السلطات السورية بالوقوف وراء تفجير درعا. وقال: «نعتقد ان سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي ابعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة أعدادهم». واعتبر نشار ان هذا الانفجار «يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدنا عليها لتثبيت مزاعمه أن هناك ارهاباً وأصولية في سورية». وقال: «المتظاهرون هم من يريدون المراقبين لانهم يشكلون عنصر امان لهم. وفي وجودهم الشعب يستطيع ان يعبر عن مواقفه خلال تظاهراته السلمية»، متوقعاً ان يقدم المراقبون «شهادات عن الاساليب الدموية التي تنتهجها السلطات في قمع الاحتجاجات». ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سورية سبعون مراقباً، على ان يرتفع عددهم الى 300 في الاسابيع المقبلة. وقال سينغ إن «اربعة مراقبين استقروا الثلثاء في مدينة حلب (شمال)» التي تشهد منذ اشهر تصاعداً في الحركة الاحتجاجية. ودانت باريس «بحزم» التفجير، محملة السلطات السورية «مسؤولية امن المراقبين» كما جاء على لسان الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو. في موازاة ذلك، قالت قناة «الدنيا» الموالية للحكومة السورية، إن انفجاراً كبيراً أصاب موكباً من السيارات مصاحباً لمراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة في درعا، ما أسفر عن إصابة ثمانية من الحرس السوريين. وقالت قناة «الدنيا» إن الانفجار وقع أمامهم وأتلف سيارات، بما في ذلك سيارة تابعة لجهة إعلام حكومية سورية. في موازاة ذلك، تواصلت اعمال العنف والمواجهات في مناطق سورية عدة. وقال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق امس. وقال الناشط محمد سعيد، إن الهجوم الذي وقع في دمشق بالقذائف الصاروخية مستهدفاً حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها. كما تعرضت مدينة دوما (13 كلم شمال شرق العاصمة) التي تعد أحد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، لقصف واطلاق نار استمر من الليل حتى قبل ظهر امس، بحسب المرصد وناشطين في المدينة. وفي العاصمة نفسها، وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للامن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع ضحايا، بحسب المرصد. وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال عشرات الاشخاص. وفي مدينة حلب (شمال) دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الاشرفية، وقتل احد عناصر «الشبيحة»، وفق المرصد. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني واصيب ثلاثة آخرون بجروح في نيران رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء. وقتل عسكري متقاعد برصاص قناصة في قرية المغارة. وسجل إطلاق نار واشتباكات بين الجيش ومنشقين في مناطق عدة في ريف إدلب اسفرت عن انشقاق عدد من الجنود ومقتل جندي كان يحاول الهرب من صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي حمص (وسط) قتل شخصان بنيران القوات النظامية في حيي الخالدية وكرم الزيتون. وفي دير الزور (شرق)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا امن في حي الجورة في دير الزور في انفجار، وفقاً للمرصد. وفي درعا (جنوب)، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة للقوات النظامية، ولم يتمكن المرصد من تحديد حصيلة قتلى هذا الانفجار.