أكد المشاركون في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام العربي 2012 في دبي، تحت عنوان "الإعلام العربي وصدمة التغيير" أمس، أن مسؤولية النهوض بالإعلام تقع على عاتق عدة أطراف، بدءا من الإعلاميين المهنيين مرورا بالمجتمع والحكومة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية وذلك إلى جانب ضرورة وضع التشريعات المتلائمة مع مرحلة التغيير والنهوض. وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر علي، كل من وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، والرئيس السابق لقطاع الأخبار في التلفزيون المصري عبداللطيف المناوي، ورئيس تحرير صحيفة "في المرصاد" الإلكترونية موسى برهومة، ومديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة وكالة الصحافة الفرنسية رندا حبيب، والكاتبة في صحيفة الوطن البحرينية سوسن الشاعر. وبحثت الجلسة في التطلعات من وسائل الإعلام العربية، وواقع الثقة بين الطرفين في ظل طوفان القنوات الفضائية والصحف الجديدة. وقال مهدي مبروك إن هناك حالة فريدة من نوعها يمارسها الإعلام العمومي في تونس الآن، فقد أصبح الإعلام العمومي مستقلا تماما عن الحكومة لدرجة أنه حتى لم يعد ينصفها، مشيرا إلى أن الانتقال الديمقراطي في الدول العربية التي شهدت تحولات سياسية يقتضي مرور الإعلام بمرحلة من التقلبات والصراعات قد تستغرق عدة سنوات حتى يصل إلى مرحلة الاستقرار. من جهته قال عبداللطيف المناوي إن هناك حاجة لتحديد مفهوم مسؤولية الإعلام وأن يكون للمجتمع وسيلة ما للتداخل مع هذا الإعلام وهو ما يستدعي تفعيل مفهوم ميثاق الشرف الإعلامي والمواثيق الإعلامية في التعامل مع الأخبار، مؤكدا أنه ينبغي أن يشعر الإعلاميون بمسؤولية تجاه المجتمع وهو الأمر الذي يتطلب مستوى مهنيا متقدما تفتقده الساحة الإعلامية بشكل عام. أما موسى برهومة، فأكد أن مسؤولية ضبط الإيقاع الإعلامي هي مسؤولية المجتمع بكل قواه الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها حيث يمر المجتمع الآن بمرحلة المخاض والوصول إلى مرحلة المفاهيم قد يستغرق بعض الوقت. من جانبها، قالت رندا حبيب: "هناك كم كبير من المعلومات والوسائل المتعددة مما خلق حالة من القلق من تسيس الإعلام حيث ينبغي أن يكون الإعلام أداة لنقل الخبر وليس صنعه، مشيرا أنه لا يمكن للصحافة والإعلام أن يتواءموا مع التشريعات الحالية". وذهبت سوسن الشاعر إلى أن الأزمة الأخيرة في البحرين أحدثت حسب قولها انقساما في المجتمع البحريني مع غياب الإعلام الرسمي، داعية إلى ضرورة وجود إعلام حر مستقل يسمح للجميع بإبداء آرائهم بحرية كاملة. يذكر أن منتدى الإعلام العربي الذي تختتم فعالياته اليوم، استقطب أكثر من 3000 إعلامي من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى نخبة من صناع القرار، وقادة الرأي، ورواد الأعمال. وتضمن 8 جلسات و4 ورش عمل سلطت الضوء على آراء وأفكار أكثر من 65 متحدثا من الأوساط الأكاديمية والإعلامية والبحثية في المنطقة العربية.