قال علماء من بريطانيا إن صرار الأشجار يكثر من النقيق و"الغناء" في محاولة منه لإغراء أنثاه التي تعتقد أن الذكر صاحب الصوت الأقوى هو الأفضل في الجينات الوراثية. ورجح فريق من الباحثين من بريطانيا والهند تحت إشراف ناتاشا مهاتر من جامعة بريستول البريطانية أن يكن حجم ذكر الجدجد (الصرار) عنصر جوهري في التأثير على الأنثى للتزاوج وإن النقيق العميق ينم عن حجم كبير للصرار وهو ما يجعله يلجأ لرفع صوته وتغيير نبرته متعمدا بذلك إيهام الأنثى بأن حجمه كبير عما هو عليه في الحقيقة. ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. وينشأ صوت الصرار عن طريق حك أجنحته بعضها ببعض. وخلافا لأقربائه من فصيلة الصرار مثل صرصور الحقل فإن صوت صرار الأشجار يتعالى كلماارتفعت درجة الحرارة "ولم يكن أحد يعرف السبب وراء ذلك وكيفية حدوثه"حسبماأوضح مهاتر في تصريح لوكالة الأنباءالألمانية د ب أ مضيفا "عرفنا الآلية التي يتم بها ذلك". ووصفت مهاتر جناحي صرار الأشجار بالشوكة الرنان. ولكن وحيث إن أحد الجناحين أطول من الآخر فإن ذلك يؤدي إلى تنوع مستوى الصوت لدى الصرير "دهشنا عندما رأينا أن كل الجناح يهتز وليس فقط جزء صغير منه كما هو الحال لدى غيره من أبناء فصيلة الصرار، .ثم دققنا النظر في الأجنحة وقلنا:نعم، إن هذا محتمل جدا في الواقع لأن الجناح مختلف جدا". ولكن العلماء لم يتوصلوا إلى دليل على وجود تردد معين للصوت الأمثل الذي يتخذه الذكر طريقا لأنثاه. وأوضح الباحثون أن هذه الحشرة تعتمد على درجة الحرارة في جميع أنشطتها وذلك لأنها من الحشرات باردة الدماء وأن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من طاقتها ويجعلها تنتقل إلى مستوى صوتي أعلى. وقال الباحثون إن كبر حجم الحيوانات ليس له تأثير على ارتفاع صوتها بل على سرعة حفيف أجنحتها. وتوقع الباحثون أن تكون المعلومات المتعلقة بدرجة حرارة الأجنحة والتي جمعها الباحثون على مدى ثلاثة أعوام ذات أهمية وذلك عندما تستخدم مثلا في تطوير مكبرات صوت صغيرة لاستخدامها في أجهزة الهاتف المحمول على سبيل المثال وأن تثري خيال المهندسين في تصميم الأجنحة.