مهدي أحمد الحكمي عضو جمعية أدبي جازان كنت أتمسك بخيط رفيع من الهدوء بعد استقالتي من عضوية مجلس إدارة نادي جازان الأدبي حفاظا على ما بقي من الود مع الزملاء في المجلس غير أن ما حصل في اجتماع الجمعية العمومية بتاريخ الاثنين 24/ 5 لم يدع فرصة للسكوت عن كل ما مضى من تجاوزات، فما حصل ليلتها كان استخفافا بالمثقفين، مما يعني انتهاكا صارخا للائحة الأندية الأدبية التي انتهكت قبل ذلك ثلاث مرات بدءا بتجاوز شروط العضوية العاملة إذ عُدّلت ليتمكن المنتفعون من ترقية عضوية أكثر من ثلاثين عضوا مشاركا إلى أعضاء عاملين ليحصل ثلاثة منهم على عضوية مجلس الإدارة وانتهاء بسلبهم حقوق الجمعية التي تنص عليها اللائحة، لنتفاجأ جميعا في الاجتماع الأخير بطبخة جاهزة وحشْد معدّ سلفا والتفاف على جدول العمل ومخاتلة من قبل أعضاء مجلس إدارة النادي، إذ تم إدخال كل من حضر الاجتماع دون التأكد من عضويتهم وبعد أن أكد رئيس المجلس للجميع أن كل النقاط المدرجة على جدول الاجتماع المرسلة للأعضاء – مع عدم توزيعها في الاجتماع - ستناقش بآلية التصويت فإذا هو يغلق الأجهزة بعد طرح النقاط الثلاث التي تهمّ المجلس وينسحب الأعضاء على مرأى ومسمع من مدير الأندية الأدبية ولم يزد الأمر على التصويت دون مناقشة للميزانية والنشاطات والمصروفات التي تورط فيها المجلس مدة ستة أشهر دون إقرار الجمعية العمومية. ما لم أقله ويقله زملائي المستقيلون عن أسباب الاستقالة سأكشفه الآن بعد ما تبين لنا أن المجلس الموقر ما زال يمارس سياسة الاستخفاف مع مثقفي المنطقة كما مارس سياسة الالتفاف والمناورة معنا في المجلس: 1- ألفيت في المجلس من لا يقيم وزنا لأحد بمن في ذلك زملاؤهم، لقد كانوا ممثلين في ثياب شعراء يفتعلون الخلاف بينهم في النقاش والقرارات في حين أن نظرات عيونهم كانت تشي بما بينهم من تنسيق مسبق وتبادل أدوار، إذ كان (الرباعي الإداري) يتفقون فيما بينهم على التفصيلات الكاملة للموضوعات المراد طرحها وتمريرها في اجتماع المجلس غير قابلة للنقاش. 2- ألفيت ضبابية تشوب النزاهة المالية فما قُرّر من ميزانية لترميم قاعة المحاضرات كان أكثر بكثير مما تستحقه عملية الترميم الفعلية، لقد قيل يومها: إن صفقة ما تمّت مع المؤسسة المنفذة برغم عدم أهليتها للعمل في مؤسسة حكومية كونها مخالفة للأنظمة، مما أثار نائب الرئيس ليهدد مخافتة بالمطالبة بتدوير المجلس وسحب الثقة من الرئيس، وحدا بالمسؤول المالي أن يُشكِّك في تكلفة الترميم فهل فوجئ الصديقان بالنبأ أم أنهما كانا يمثلان؟ وحين اقتربتُ من ملف المشروع - المحظور الاقتراب منه - صُدمتُ؛ لأن العقد لم يتم توقيعه من الطرفين علما أنه لم تبق سوى خمسة أيام على موعد استلام الصالة منتهية الترميم!! فأي ثقة بين المؤسسة والرئيس؟ فضلا عما يدعو إلى الريبة في نسخ التسعيرات، مما يؤكد أنها من إعداد مؤسسة واحدة، إلا أن تكون تلك المستندات قد غُيّرت بعد إثارة الأمر إعلاميا تلافيا للمساءلة! 3- ألفيت تلاعبا بالمال من خلال ارتجال الأنشطة وإيجاد منافذ مسوغة لكل مقترح من الهيئة الإدارية. فهل عرف المسؤول الإداري في النادي كيف تسرب للجمهور خبر توظيف صهره سكرتيرا في النادي رغم وجود سكرتير متفرغ منذ أربع سنوات؟ وهل فكر نائب الرئيس مليا قبل تشغيل أبناء عمومته ليومين فقط بمكافأة مقطوعة تساوي راتب شهرين؟ لقد عاش المجلس أربعة أشهر من التوتر والانزعاج من تصرفات رعناء كان أسرع الاستجابات معها انسحاب الأخوات من الجلسة قبل بدئها أو أثناء انعقادها أكثر من مرة، وأبطأ الاستجابات الاستقالات الجماعية التي لم تجد لدى مدير الأندية أدنى استجابة ولم يكلف نفسه حتى باتصال مع الأعضاء المستقيلين ليستوضح منهم على الأقل. 4- ألفيت أدباء يلوون عنق اللائحة لاستحقاق ثمانية عشر ألف ريال لا يستحقونها بحال، إذ هي مكافأة المجلس السابق لشهر ذي القعدة 1432 ثم تابوا ليعيدوها إلى خزينة النادي تحت وطأة مطالبة أصحاب الحق بحقوقهم، فمن سيُطمئِن مثقفي المنطقة على مصير عشرة ملايين ريال يفترض أن تستثمر لصالح الأدب والثقافة في جازان؟ 5- ألفيت انتقاء ومحسوبية في اختيار أعضاء اللجان فهل يعلم إسماعيل مهجري لمَ حُذف اسمه من لجنة الملتقى الشعري بعد اختياره؟ وهل يعلم فيصل طميحي وأحمد العقيلي لمَ لمْ يقبل المشرف على (مرافئ) رئاسة أحدهما لهيئة تحريرها؟ وهل يعلم عبدالرحمن موكلي أن اسمه كان مادة نزاع تمثيلي مكشوف بين عضوين؟ 6- ألفيت استخفافا ممنهجا بالجمعية العمومية ودورها واستحقاقاتها، وعدم التجاوب مع حقوقها واستفساراتها. واستهجان - ما أسموه - تدخلها في قضايا النادي وتفاصيل قراراته، ليكون أفصح دليل على هذا الموقف تغييب إرادة الجمعية والتحايل على جدول أعمالها في الاجتماع الأخير. هذا هو نادي جازان الأدبي وهؤلاء هم رعاة الأدب وأمناء الثقافة فيه، فما أحوجه أن يدلف بعد سنتين إلى أربعينيته الراشدة بإدارة حكيمة راشدة.