أفضى اجتماع الجمعية العمومية الذي عقده نادي جازان الأدبي مساء الاثنين الماضي، إلى مزيد من الفرقة والانشقاق بين أعضاء مجلس الإدارة المتبقين، بعد استقالة ثلاثة منهم، وبين مثقفين تضمهم الجمعية العمومية، ومن خارجها. وعبر الانشقاق وطبيعة المآل، الذي يبدو أن النادي سائر إليه لا محالة، من خلال تلك الخلافات الحادة، أثناء النقاش وطرح الآراء، التي جاوزت حدود الاختلاف إلى رفع الصوت وتبادل الشتائم. وفي رأي مثقفين تحدثوا إلى «الحياة» لم يكن الاجتماع عادياً، فطغيان نبرة التشكيك وصوت الاتهامات، لم يكن أمراً بسيطاً، إنما يشير إلى مأزق صعب يعيشه مجلس الإدارة الحالي، عليه أن يعرف جيداً، بحسب أعضاء في الجمعية العمومية، كيف يتغلب عليه وينجو بنفسه؟ وعلى رغم موافقة أعضاء الجمعية العمومية على المواضيع المطروحة للتصويت، وشملت البرامج والأنشطة الثقافية والموازنة العامة للموسم الثقافي الحالي، إضافة إلى تقرير المحاسب القانوني، إلا أن تلك الموافقة سرعان ما شهدت جدلاً واسعاً، حين طرح موضوع الاستقالات الثلاث لأعضاء مجلس إدارة النادي وهم الأديب أحمد بن يحيى البهكلي والشاعر مهدي بن أحمد حكمي والناقد جبريل السبعي. وطالب أعضاء من الجمعية العمومية بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الاستقالات الثلاث، والتي جاءت كلها مبررة، وفقاً للأعضاء المستقيلين، «بسبب التهميش والإقصاء وأحادية الرأي بمجلس الإدارة». فيما علق رئيس مجلس إدارة النادي بأن الاستقالات «قرارات شخصية ويجب أن تحترم». في شكل عام، وكما عبّر عدد من حضور الاجتماع، فإن لغة الحوار غابت تماماً، في اجتماع النادي، الذي يعد واحداً من أكبر الأندية الأدبية، إذ ظهرت خلافات تتعدى الاختلاف، حول الأفكار والرؤى، لتصل إلى مستوى من العداء، الذي يكنه طرف ضد الآخر. فالمشادات الكلامية وتبادل الاتهامات والقذف، هي اللغة التي سادت مساء الاثنين الماضي في نادي جازان، وهو ما يؤكد تنافراً كبيراً بين أعضاء مجلس الإدارة وبين بعض أعضاء الجمعية العمومية، وهو ما أوجد أيضاً تياراً داخل الجمعية العمومية، أحدهما يعارض قرارات مجلس الإدارة والآخر يؤيدها. ومن المثقفين الذين أدلوا بآراء وقدموا طروحات في الاجتماع، الأديب عمر طاهر زيلع الذي أوضح أن اجتماع الجمعية العمومية «لا يحتمل مناقشة الأخطاء، بل ينبغي أن يناقش الاستراتيجيات الثقافية للنادي ويهتم بالشأن الثقافي»، موضحاً أن من لديه انتقادات فعلية أن يرسلها إلى مجلس الإدارة أو إلى وزارة الثقافة والإعلام أو ليصرح بها إلى الصحافة، مشيراً، من خلال خبرته الإدارية العريضة في العديد من مجالس إدارات الجمعيات العمومية في عدد من المؤسسات في جازان، إلى أن زمن الجمعية العمومية «عادة يكون محدوداً لمواضيع محددة فقط». وقال زيلع: «كنا نريد أن نناقش الشأن الثقافي، ولكن طغت الحدة والتنابز في الألقاب والتي لا تجدي نفعاً»، مبيناً عدم رضاه الشخصي عن إدارة النادي الحالية، مبرراً بذلك غيابه عن النادي منذ ليلة الانتخابات قبل نحو ستة أشهر، غير أنه أكد تجاوز الخلافات.