رسم ارتباك المطلوب الأمني مشعل الشدوخي، لدى مطالبة السفير السعودي في اليمن علي الحمدان بالتحدث مع نائب القنصل المختطف عبدالله الخالدي أثناء المحادثة الهاتفية التي جرت مؤخراً بين المطلوب والسفير، الشكوك حول حقيقة وجود الخالدي لدى القاعدة فعلياً، ولم تكن إجابة الشدوخي بأنه "سيحاول تمكين السفير من التحدث معه لاحقاً"، إلا أمراً باعثاً على اتساع دائرة الشكوك التي تحيط بعملية الاختطاف ودواعيها، كما أظهرت أن الشدوخي لم يكن مهيأً لتلقي مثل هذا الطلب. الشدوخي خلال المحادثة الهاتفية، بدا وبشكل واضح بعده عن دائرة اتخاذ القرار داخل التنظيم، ويؤيد ذلك تكراره لمصطلح "الجماعة قالوا"، وبدا مجرد ناقل للرسالة لا أكثر، ويمكن أن يستشف من خلال حديثه أنه غير مطلع على أبسط التفاصيل حول مصير الخالدي، وعندما أخبره السفير بأنه لا يستطيع مواصلة الاتصال إلا عند سماع صوت الخالدي، خرج عن محور الطلب، وعاد ليتحدث عن أنه سعودي وليس يمنيا. ويشير رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر الذي تحدث ل"الوطن" أمس، إلى أن المصدر الأساسي لارتباك المطلوب الأمني الشدوخي أثناء المحادثة الهاتفية، يعود إلى خوفه من أن يكون لدى السفارة أجهزة قادرة على تحديد موقعه، وأن تستخدم تلك التسجيلات الصوتية كدليل إدانة دامغة له، حيث قال " أنا وجهني أمير الجماعة"، وهو ما يتضمن إدانة واضحة، واعترافا بأنه عنصر من عناصر التنظيم. ويضيف ابن صقر قائلاً إن المطلوب الأمني سأل السفير "هل لديك ورقة لكتابة الشروط"، وهو بذلك كأنما لا يريد أن يفترض وجود تسجيل صوتي، وشكك ابن صقر في جدية مطالب القاعدة التي طالبت بإطلاق سراح كل المساجين والمطلوبين الأمنيين، لمعرفتها أن هذا الأمر لن ينفذ مهما كان، بينما يعد المطلب المادي هو الأمر الوحيد القابل للتنفيذ، علاوة على أنه قابل للتفاوض. ويؤكد ابن صقر على أنه ليس من مصلحة القاعدة قتل الخالدي، ولو كانت لديهم المصلحة في ذلك لنفذوا هذا الأمر دون اللجوء إلى المساومة، مشيراً إلى أن الابتزاز المادي هو الهدف الأساسي من عملية الاختطاف. من جانبه عزا خبير أمني عدم تمكين القاعدة السفير السعودي من التحدث مع المختطف، إلى كون التنظيم يعيش في مناطق متباعدة جغرافياً، مرجحاً أن تكون المنطقة التي يحتفظون فيها بنائب القنصل لا يوجد بها اتصال، وهو ما درجت عليه سياسة التنظيم بعدم استخدام أجهزة اتصال في المواقع التي يمكثون فيها فترة طويلة، ويتحركون لمسافات بعيدة لإجراء المكالمات، ومتابعة شؤون التنظيم. وقال الخبير الأمني الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إن تنظيم القاعدة قد يدعي شيئاً غير موجود، في إشارة إلى احتمالية ألا يكون المختطف بين يدي جماعة التنظيم، إلا أنه أكد أن أسلوب الخطف وارد في هذه التنظيمات التي تحولت إلى أشبه بالعصابات، بدلالة طلبهم للفدية، لافتاً إلى أن القاعدة انتقلت من مرحلة إخفاء العنصر الإجرامي إلى إعلانه على الهواء، ومخالفة الادعاءات بأنه تنظيم لحماية الإسلام والمسلمين، حيث إن سلوكهم، يشير إلى كونهم عصابة إجرامية تختطف الأبرياء الذين يؤدون أعمالهم في خدمة الناس، ويطالبون بفدية ومطالبات أخرى خادعة، وكشف أسماء النساء، وهذا يدل على أن التنظيم أسقط ورقة التوت الأخيرة عنه.