منذ أن بدأ المطلوب مشعل محمد رشيد الشدوخي المكنى ب "أنس"، والحامل للرقم 60 في قائمة ال 85 المطلوبين المعلنة في 2 فبراير 2009، رحلته في طريق الضلال مر بعدة مراحل، فالشدوخي الذي يبلغ من العمر 31 عاماً الآن، ولد في مدينة الرياض في 23 من ربيع الأول 1402. وبدأ في الانخراط فعلياً في تنظيم القاعدة بعد سفره إلى الإمارات في 8 ربيع الأول 1422 للهجرة، وانتقل منها مباشرة إلى باكستان التي يسهل الوصول من خلالها إلى أفغانستان معقل تنظيم القاعدة، فتدرب في معسكراتها، ليس على حمل السلاح فقط، بل حتى على كره وطنه الذي وقف معه وقدم له العون بعد عودته إليه من جوانتانامو. ولكن لم يمض الشدوخي وقتا طويلا في أفغانستان حتى وقع أسيراً في أيدي القوات الأميركية هناك، ثم نقل بعد ذلك إلى معتقل جوانتانامو، حتى وصل هو ومعه عدد آخر في 14 شهر ربيع الأول عام 1424، لتحتضنه دولته وتقدم له الرعاية ويفرح به أفراد عائلته الذين عانوا كثيراً من غيابه. وأخضع الشدوخي مع آخرين لبرنامج المناصحة الذي أطلقته السلطات لمناقشة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي علقت في أذهانهم بإشراف من علماء دين معروفين ساهموا في إصلاح شأن الكثيرين من معتنقي الفكر الضال، فيما كان يبدو على الشدوخي أن مفاهيمه قد صححت وأبدى وقتها تجاوباً واعترافاً بأن ما كان عليه من فكر ضد دولته لا يمكن أن يصدر من عاقل. وخرج الشدوخي إلى حياته الطبيعية فاعتقدت عائلته أن صلاحه يجب أن يتوج بزواجه وإكمال نصف دينه، فتزوج وأنجب الأطفال وبدأ في العمل في المعهد المهني بالرياض، إضافة إلى كونه إماما في أحد المساجد. وبعد نهاية الفصل الدراسي الأول في عام 1430، أوهم الشدوخي أهله بأنه سيذهب لأداء العمرة ليختفي مجدداً، وبالمتابعة توصلت الأجهزة الأمنية إلى ارتباط الشدوخي بالقيادي في تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي، فتأكد لدى الجهات الأمنية تسلله عبر الحدود السعودية إلى داخل اليمن. وظهر اسم الشدوخي في قائمة الداخلية. ولم يكن للشدوخي دور ظاهر كقيادي في تنظيم القاعدة طيلة 11 عاماً، ظل خلالها هائماً على وجهه بين باكستانوأفغانستان وجوانتانامو وأخيرا اليمن، قبل اتصاله بالسفير السعودي في اليمن وممارسة الابتزاز بخطف نائب القنصل عبد الله الخالدي الذي كان يعمل في تسهيل أمور الطلبة السعوديين والرعايا السعوديين في اليمن عند خطفه من قبل الفئة الضالة.