بدأ فريق المراقبين الدوليين أمس مهمته بسورية للتحقق من وقف إطلاق النار، الذي يشهد سلسلة خروقات يومية تثير قلقا لدى المجتمع الدولي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري أمس إلى توخي "أقصى قدر من ضبط النفس". وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه باروزو في بروكسل "إن عملية وقف أعمال العنف هذه هشة للغاية، وتتطلب كامل الدعم والتعاون من جانب كافة الأطراف المعنية. وأي إطلاق نار بسيط غير مقصود قد يقضي على هذه العملية الهشة"، مشيرا إلى أن مراقبي الأممالمتحدة لم يقدموا أي تقرير "حتى الآن". وحث بان كي مون السلطات السورية على ضمان سلامة المراقبين وحرية حركتهم، مستبعدا أي خطط لتوفير الحماية العسكرية لعاملي الإغاثة في سورية، مشددا على أن المرحلة المقبلة المهمة ستكون بعد غد الخميس عند السعي لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن لتوسيع مهمة المراقبين وتطوير أدائها. من جانبه، أوضح المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي عنان أمس أن مهمة المراقبين "ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين". وحول مهمة الفريق الأممي، قال رئيسه المغربي العقيد أحمد حميش في مؤتمر صحفي بدمشق أمس "نحن هنا خمسة مراقبين كدفعة أولى لمتابعة مهام عملنا وفق القرار الدولي". وكان المراقبون الخمسة يرتدون اللباس التابع للأمم المتحدة كاملا، حيث حضرت سيارات تابعة للأمم المتحدة وترفع علمها ونقلتهم لمقر الأممالمتحدة في حي المزة بدمشق للاجتماع بمسؤولي الأممالمتحدة قبل أن تبدأ اجتماعاتهم بالسلطات السورية. وقال مصدر بالأممالمتحدة إنه "يجري العمل على توقيع بروتوكول اتفاق تعاون مع السلطات السورية، لأن الأممالمتحدة لا يمكن أن تقوم بمهامها دون توقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع الدول التي تستضيف بعثاتها". واكتفى المصدر بالقول "إن الأجواء إيجابية". ويشهد وقف إطلاق النار خروقات بلغت 200 انتهاك منذ دخوله حيز التنفيذ صباح الخميس الماضي، أبرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على أحياء حمص القديمة منذ السبت، وإطلاق النار على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، مما أسفر عن مقتل 55 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تم خلال الأيام الماضية اعتقال عشرات الناشطين والعثور على جثامين عدد من الأشخاص قضوا تحت التعذيب. وأسفرت أعمال العنف بسورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام عن مقتل أكثر من 11100 شخص، بينهم 55 بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الخميس الماضي، بحسب ما أفاد المرصد السوري أمس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "وصل عدد الشهداء إلى 11117 شخصا، هم 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم حوالى 600 منشق". وأوضح أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وصل إلى 55 شخصا، بينهم ثلاثة سقطوا برصاص مجهولين، والباقون بنيران القوات النظامية. وقتل تسعة أشخاص أمس في مناطق عدة بسورية، إذ قتل ثلاثة مدنيين إثر إطلاق الرصاص على سيارة من القوات النظامية السورية في مدينة حماة (وسط). وفي درعا (جنوب)، قتل مواطن برصاص القوات النظامية في مدينة انخل، كما قتل أربعة مواطنين بمدينة إدلب (شمال غرب) "إثر إطلاق نار من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة". وأيضا، قتل فتى في السادسة عشرة من العمر إثر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في محيط بلدة خطاب بإدلب التي شهدت اعتقالات. كما أعلن المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في مدينة إدلب، قرب الحدود التركية. وفي مدينة حمص، تتعرض أحياء الخالدية والبياضة لقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على أحياء المدينة. كما خرجت صباح أمس تظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون على موقع "يوتيوب" الإلكتروني. ومن أبرز التظاهرات مسيرة في كل من بلدتي الكتيبة والمليحة الغربية في محافظة درعا، وتظاهرة حاشدة في كفرروما في محافظة إدلب، وأخرى في بلدة الهبيط في إدلب "تنديدا بالتخاذل العالمي ونصرة لحمص والمناطق المستهدفة"، كما سجلت تظاهرة في بلدة اللطامنة في حماة (وسط) هتف فيها المشاركون "يا الله ما إلنا غيرك يا الله".