بدأ فريق المراقبين الدوليين أمس الاثنين مهمته في سوريا للتحقق من وقف إطلاق النار الذي يشهد سلسلة خروقات يومية تثير قلقًا لدى المجتمع الدولي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري أمس إلى توخي «أقصى قدر من ضبط النفس»، غداة تعبيره عن «قلقه الشديد» إزاء الوضع على الأرض في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل: إن «على السلطات السورية إبداء أكبر قدر من ضبط النفس»، مضيفًا «على قوى المعارضة أن تتعاون أيضًا بشكل كامل» حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي انان. ويشهد وقف إطلاق النار خروقات عدة منذ دخوله حيز التنفيذ صباح الخميس، أبرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على أحياء حمص القديمة منذ السبت، وإطلاق النار على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، مما أسفر عن مقتل 55 شخصًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويرأس بعثة المراقبين الصغيرة المؤلفة من ستة أشخاص التي وصلت مساء الأحد إلى سوريا ضابط مغربي هو الكولونيل أحمد حميش. ونص قرار صدر السبت عن مجلس الأمن الدولي على إرسال بعثة من ثلاثين مراقبًا إلى سوريا للإشراف على وقف إطلاق النار الهش. ويفترض أن يكون هؤلاء مقدمة لأكثر من 250 مراقبًا يتم إرسالهم لاحقًا، إلا أن ذلك سيحتاج لأسابيع عدة وإلى قرار جديد في مجلس الأمن. وفي الدوحة، أعلن مصدر رسمي أن اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالأزمة السورية ستعقد مساء اليوم الثلاثاء اجتماعًا، وليس الأربعاء كما سبق أن أعلنت الجامعة العربية. وتضم اللجنة وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومصر والسودان والجزائر إضافة إلى العراق رئيس القمة العربية والكويت التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والأمين العام للجامعة نبيل العربي. وعلى الصعيد الميداني، استأنفت القوات النظامية السورية أمس قصف أحياء في مدينة حمص. وقتل مدنيان «بعد منتصف ليل الأحد الاثنين اثر إطلاق الرصاص على سيارتهما من القوات النظامية السورية في مدينة حماة» (وسط). وتوفي بعد ساعات شخص ثالث كان معهما متأثرًا بجروح أصيب بها في إطلاق النار. كذلك وقعت بحسب المرصد «اشتباكات عنيفة فجر أمس في مدينة ادلب بين القوات النظامية السورية والمنشقين»، واستؤنفت الاشتباكات بعد الظهر ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص. وقتل شاب في السادسة عشرة في إطلاق رصاص في حقل زراعي في بلدة خطاب في ادلب التي شهدت حملة اعتقالات أمس. ووقعت اشتباكات أمس أيضًا في عربين في ريف دمشق. وفي درعا (جنوب)، قتل مواطن برصاص القوات النظامية في مدينة انخل. وأسفرت أعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام عن مقتل 11117 شخصًا، هم 7972 مدنيًا و3145 عسكريًا بينهم حوالي 600 منشق، بحسب المرصد السوري. كما تم خلال الأيام الماضية اعتقال عشرات الناشطين والعثور على جثامين عدد من الأشخاص قضوا تحت التعذيب. وأبدى حقوقيون قلقهم إزاء اعتقال السلطات السورية عددًا كبيرًا من الناشطين السلميين بينهم طبيب وزوجته الصحافية في سوريا خلال الأيام الأخيرة. وقال مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني: إن «قوات الأمن هاجمت بشراسة كبيرة المعتصمين أمام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة الخميس للمطالبة «بوقف القتل»، وقامت بضربهم بشدة ومنهم نساء كبيرات بالعمر وأوقعتهم أرضًا واعتقلت منهم 42 شخصًا». في هذا الوقت، خرجت صباح أمس الاثنين تظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني. ومن أبرز التظاهرات مسيرة في كل من بلدتي الكتيبة والمليحة الغربية في محافظة درعا، وتظاهرة حاشدة في كفر روما في محافظة ادلب، وأخرى في بلدة الهبيط في ادلب «تنديدًا بالتخاذل العالمي ونصرة لحمص والمناطق المستهدفة»، هتف خلالها المشاركون «ساقط نظامك يا ابن انيسة قرب إعدامك». كما سجلت تظاهرة في بلدة اللطامنة في حماة (وسط) هتف فيها المشاركون «يا الله ما لنا غيرك يا الله».