أعلن البرلمان السوداني حكومة الجنوب "عدوا للسودان"، وقال في قرار وافق عليه النواب بالإجماع بعد أن تلاه رئيس لجنة الأمن والدفاع "على مؤسسات الدولة التعامل وفقاً لذلك". وعقب إعلان القرار قال رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر "سنصادم الحركة الشعبية حتى ننهي حكمها للجنوب، ونعمل للملمة كل مواردنا لتحقيق ذلك". إلى ذلك حذرت الحكومة السودانية نظيرتها الجنوبية من مغبة المساس بالمنشآت النفطية في مدينة هجليج التي تشهد قتالاً محتدماً منذ الأسبوع الماضي، وقال وزير إعلامها عبدالله علي مسار إن أي تخريب يحدث لحقول النفط ستدفع ثمنه جوبا مضاعفاً. وكان وزير الإعلام الجنوبي برنابا بنجامين قد صرح أمس بأن الجيش السوداني شنَّ هجوما بالطائرات على هجليج وقصف منشآت بترولية في المنطقة وحولها إلى ركام، وأن القوات السودانية قامت بفتح جبهة قتال جديدة وهاجمت مدينة كويك وتقدّمت داخل ولاية أعالي النيل، وهو ما نفته الخرطوم. إلى ذلك فنَّدت الخرطوم ادعاءات جوبا بأسر بعض الجنود السودانيين، وقالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد إن الذين ادعت حكومة الجنوب أنهم أسرى حرب ما هم إلا عمال نفط في هجليج وبعض أعضاء الفريق الطبي العامل في مستشفى المدينة، وحمَّلت جوبا المسؤولية عن سلامتهم وحياتهم. وبثت بعض وسائل الإعلام صوراً ل 14 أسيراً قال جنوب السودان إنهم سودانيون اعتقلوا خلال المعارك الأخيرة، وأعلن الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب أقوير أن بلاده ستتصل بالصليب الأحمر لمعرفة ما إذا كان قادراً على تسهيل عودتهم إلى ديارهم. من جهة أخرى قررت وزارة الداخلية السودانية فصل طلاب جنوبيين يدرسون بكلية علوم الشرطة والقانون في الخرطوم بعد احتفالهم بسيطرة جيش بلادهم على هجليج. وأشار المكتب الصحفي للشرطة إلى أن الطلاب المفصولين استفزوا نظراءهم السودانيين وتلفظوا بنحوٍ غير لائق لا يتماشى مع السلوك والانضباط، معلناً فصلهم بصورة نهائية بعد أن كانوا يدرسون بموجب منحة دراسية وفرتها حكومة السودان.