تجاوزت المواجهات العسكرية بين دولتي السودان المستمرة منذ أسبوع، منطقة هجليج النفطية وأخذت منحى جديداً، إذ اعتبر البرلمان السوداني أمس حكومة جنوب السودان «عدواً» للخرطوم وقرر حشد الطاقات لاطاحتها. وينص قرار البرلمان السوداني الذي وافق عليه النواب بالإجماع، على اعتبار «حكومة جنوب السودان عدواً للسودان، وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفقاً لذلك». وطالب رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر النواب بالعمل على هزيمة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب. وأضاف: «نعلن أننا سنصادم الحركة الشعبية إلى أن ننهي حكمها في جنوب السودان، لقد جمعنا كل جهودنا للوصول إلى هذا الهدف». واعتبر الطاهر أيضاً أن قادة الحركات المسلحة التي تناهض حكومته والتي يستضفيها الجنوب «خونة»، كاشفا عزم سلطات الخرطوم تدوين اتهامات ضدهم وملاحقتهم قضائياً. وعلى الصعيد العسكري ذكرت تقارير أمنية أن القوات المسلحة السودانية نجحت في قطع عملية إمداد بري للقوات الجنوبية في منطقة هجليج عن طريق منطقة بحيرة الأبيض بولاية جنوب كردفان. كما أُعلن أن القوات الحكومية أحبطت محاولة إمداد قام بها طيران مشترك للجيش الجنوبي ودولة افريقية مجاورة لدعم القوات الجنوبية المنسحبة من هجليج إلى داخل دولة الجنوب. وقالت وزيرة الدولة للإعلام السودانية سناء حمد إن الجيش في طريقه نحو السيطرة الكاملة على هجليج بعد تطويقه المنطقة وإجلاء قوات الجيش الجنوبي، مؤكدة أن القوات السودانية تسجّل انتصارات في محاور القتال كافة. وشدد على أن بلادها لن تغزو دولة الجنوب. وحمّلت الوزيرة جنوب السودان مسؤولية حياة الفريق الطبي والمرضى من المدنيين والعسكريين والفنيين العاملين في قطاع النفط الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى هجليج عندما دخلت القوات الجنوبيةالمدينة. ونفى وزير الإعلام السوداني عبدالله علي مسار قصف الجيش بلاده حقول النفط في هجليج وتدميرها، وقال إن الجيش لم يقم بذلك وليس في نيته مهاجمة حقول النفط في دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أنه إذا كان هناك تخريب قد حدث في هجليج، فإن ذلك يكون من جانب الجيش الجنوبي. ورأى مسار إن استراتيجية جوبا في إدارة معركة هجليج بُنيت على إسقاط الحكومة في الخرطوم «بمساندة إسرائيل». وأوضح أن هذه الاستراتيجية بُنيت على مراحل ثلاث تشمل دخول هجليج بالقوة واحتلال ولاية جنوب كردفان ثم مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان واستخدام مطار المدينة لإنزال قوة جوية إسرائيلية تُستخدم في تدمير سدي مروى في الولاية الشمالية والرصيرص في ولاية النيل الازرق وبعض الجسور على النيل. وأضاف أن الاستراتيجية هدفها الرئيسي الانقضاض على الخرطوم بالتنسيق مع بعض الأحزاب المعارضة في العاصمة. وفي سياق متصل، قررت وزارة الداخلية السودانية فصل طلاب جنوبيين يدرسون في كلية علوم الشرطة والقانون في الخرطوم بعد احتفالهم بسيطرة الجيش الجنوبي على منطقة هجليج. وقالت الوزارة إن مسلك الطلاب الجنوبيين خالف القوانين السودانية وقانون الشرطة والأعراف والتقاليد النظامية المعروفة، مشيرة إلى أن الطلاب استفزوا نظراءهم من السودانيين وتلفّظوا بتعابير غير لائقة لا تتسق مع السلوك والانضباط. وكان الطلاب يدرسون في الكلية بمنحة من الحكومة السودانية. وفي جوبا، أكد الناطق باسم جيش دولة جنوب السودان فيليب أغوير أن قوات الجنوب تسيطر على هجليج سيطرة تامة. واتهم القوات السودانية بقصف مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة عشوائياً مما أدى إلى وفاة أربعة أطفال وسيدتين. كما اتهم الطائرات السودانية بقصف قاعدة تابعة لبعثة حفظ السلام في قرية مايوم في ولاية الوحدة على الحدود بين البلدين، مشيراً إلى أن 19 جندياً في جيش جنوب السودان و240 من جنود الجيش السوداني قتلوا في المواجهات الدائرة منذ الثلثاء الماضي. إلى ذلك، أعلنت قيادة الفرقة الرابعة مشاة في ولاية النيل الأزرق الحدودية مع دولة الجنوب نجاحها في تحرير منطقة مقم التي ينطلق منها المتمردون الشماليون في الجيش الجنوبي في جبال الأنغسنا. وذكرت أن المنطقة حوصرت وتم دهم مواقع المتمردين فيها، ما أدى إلى مقتل 25 منهم بقيادة ضابط برتبة ملازم والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والمعدات.