لم يدر بخلد الدكتور الجداوي زياد أعظم أن مقالتيه اللتين نشرهما على "الفيسبوك" عن المنطقة التاريخية بوسط جدة "البلد"، ستلهبان حماس أكثر من 2000 عضو من مختلف الأعمار، من عاشقي هذه المدينة الحالمة، ليكوّنوا بعدهما مجموعة فيسبوكية أسموها "قلب جدة" لينطلق مشروعهم الحيوي والاستراتيجي لإحياء "تراث السياحة" في تلك المنطقة، وعودة الروح لها من جديد. المجموعة التي ترفض سياسة "الرئيس الواحد" قسمت أعمالها الداخلية إلى برامج في جميع الاتجاهات، لتهدف بالنهاية إلى إحياء قلب جدة، الذي يتحقق وفقاً لحديث أحد الأعضاء الفاعلين في المجموعة بندر رادين من خلال الإطارات التي يحددها كل فرد بحسب استيعابه وفهمه لمعني قلب جدة، بالطريقة والوسائل التي يرتئيها والفريق الذي يشكله أو ينتمي إليه بشرط أن تتكامل جميع الأهداف وتتوافق مع المجموعة. وبين رادين في حديثه إلى "الوطن" أن اسم قلب جدة يشير إلى منطقة البلد كونها القلب الحقيقي للعروس عوضا عن تسميتها بالمنطقة التاريخية أو القديمة لما لهذه التسميات من مدلول مهم في معرفة المجتمع المحلي والدولي لأهمية تلك المنطقة. حقق الفريق "الفيسبوكي" خلال مدة زمنية قصيرة الكثير من النشاطات، كزيارة تعريفية للمنطقة التاريخية بالتعاون مع مكتبة جسور مع دليل سياحي، والمساعدة في تنظيم حفل تكريم العمد من قبل شيخ المفاتيح همام بن صادق، وإصدار كتيب عن المناسبة وفعالياتها، وتنظيم مهرجان فرحة الألوان الذي يهدف لتوعية أطفال الحي بالنظافة والترفيه، وتعريف الأطفال بالمنطقة التاريخية، والمساهمة في مشروع تشجير حارة الشام والمظلوم، وزيارة مع رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار للتعرف على طريقة ترميم البيوت التي نمت. بالإضافة إلى عمل زيارات للوفود الأجنبية ومنها وفد موسيقي من القنصلية الإيطالية وفتح بيت الجمجوم بالتنسيق مع الملاك والمهندس عبدالله بكر وتأهيل المنزل لاستقبال الزوار، وعمل محاضرة عن تاريخ جدة للدكتور عدنان اليافي والاستماع لمجس عن أصحاب المنزل والمنطقة، والمساهمة في مساعدة بعض أسر المنطقة عن طريق العمدة وتصميم خريطة ومسار للمنطقة، وعمل عدة أفلام وثائقية لمواضيع مختلفة، وكتابة بعض القصص مرتبطة بالمنطقة. وعن طبيعة المجموعة أوضح الدكتور زياد أعظم أنها عبارة عن حراك مجتمعي، منبثق من فكر بناء الإنسان لتنمية المكان وهو حراك غير فئوي لكل من أحب قلب جدة، ممن لهم جذور فيها وليس لهم جذور فيها، محليا ووطنيا وعالميا، وعربيا وإسلاميا وغير إسلامي. هذا الحراك الاجتماعي، بما فيه من أغراض وأهداف وطرق ونهج. وقال أيضاً أحد أهدافنا هو جمع أكثر من 3000 شخص مخلص و شغوف محليا و عالميا، ممن يضعون قلب جدة في قلوبهم، حتى نصل الى 9000 شخص بنهاية السنة الثالثة. من إحداث التغيير الممكن والمرتقب للحفاظ على قلب جدة، وزيادة الوعي المحلي والعالمي بأهمية ذلك القلب، والحفاظ عليه للبشريه جمعاء. ليكون واقعاً وفعلاً جزءًا مُهماً من التُراث الإنساني العالمي. من جهتهما أوضحت أقدم عضوات المجموعة الاختان عبير وعالية أبو سليمان اللتان تشرفان على نشاطات المجموعة أنه لا يجب التعامل مع المنطقة التاريخية، كمتحف نزوره من آن لآخر،بل هي قلب مدينة جدة يحولها في فكرنا إلى مكان تمتزج فيه أحاسيسنا و ذكريات الماضي مع آمالنا و طموحنا للمستقبل. مجموعة قلب جدة قسمت نشاطاتها من خلال خمسة برامج مترابطة، برنامج قلوبنا الذي يضم مشروع الزيارات والمهرجانات، ومشروع الخدمة الاجتماعية، وبرنامج بيوتنا الذي يضم مشروع حصر المباني التاريخية باستخدام قاعدة بيانات جيوماتيكية، ومشروع المجسمات ثلاثية الأبعاد، ومشروع بيت الجمجوم وبيت باعشن، وترميم المباني التاريخية، وبرنامج ثقافتنا الذي يضم مشروع تدشين المدونة الإلكترونية لقلب جدة، وبرنامج صورتنا الذي يضم مشروع مسلسل وثائقي عن بداية المجموعة وبرنامج كلمتنا الذي يضم مشروع تحضير مطبوعات للمناسبات والزيارات.