أبدى مراقبون سياسيون متابعون للوضع في اليمن خشيتهم من أن يستغل تنظيم القاعدة الانفلات الأمني لتنفيذ عمليات نوعية تضر باستقرار البلاد، رغم المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدها اليمن في الحادي والعشرين من فبراير الماضي. ويتبادل طرفا حكومة الوفاق الوطني في البلاد الاتهامات بشأن مسؤولية كل طرف في دعم ورعاية الإرهاب، في الوقت الذي يخطِّط فيه تنظيم القاعدة للتمدّد بشكل أكبر باتجاه محافظتي عدن ولحج جنوبا، وحضرموت شرقا. وتتهم قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح حزب التجمع اليمني للإصلاح برعاية الإرهاب، ويرى أن القاعدة "خرجت من عباءة الإسلاميين". وتجيء هذه الاتهامات رداً على حديث لقائد الفرقة الأولى مدرعات اللواء علي محسن الأحمر الذي اتهم نظام صالح بتشكيل ودعم ورعاية تنظيم القاعدة الذي يسيطر على مناطق عدة في كل من أبين وشبوة. وانتقل الجدل إلى داخل مجلس النواب بعدما انتقد الشيخ نبيل الباشا "الوضع الأمني الذي تعيشه بعض محافظات البلاد"، وكشف عن معلومات خطيرة مفادها أن 7 محافظات أصبحت خارج سيطرة الدولة فيما بقية المحافظات تشهد انفلاتا أمنيا"، متهما الحكومة بتوفير بيئة خصبة للإرهاب "بعد أن أهينت الدولة ومؤسساتها". ويوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، سعيد الجمحي، أن الطرفين يلعبان لعبة خطيرة لا يدركان عواقبها، وقال ل "الوطن" إن "الاتهامات بين طرفي الحكومة تأتي ضمن المكايدة السياسية بهدف خلط الأوراق وتحقيق أهداف سياسية رخيصة". وأضاف "إذا أراد الطرفان تمرير هذه الاتهامات على الآخرين وبفرض أن أميركا ودول الإقليم سيعطونها أهمية ويصدقونها، فهذا يعني إعطاء الغرب مبررا للتدخل العسكري بحجة الحرب على الإرهاب، لكن أميركا تدرك حقيقة القاعدة، ولا تهتم بهذه الاتهامات إلا إذا رأت أنها تخدم أهدافها". وتؤكد مصادر أمنية يمنية موثوقة ل "الوطن" أن الدور الإيراني صار يتعاظم في الآونة الأخيرة بشكل مخيف، حيث تضخ طهران عبر حلفائها في الداخل ملايين الدولارات من أجل وضع العراقيل أمام الحكومة الجديدة وإظهارها بمظهر العاجز والفاشل، على غرار ما تحاوله في مدن تعز وذمار وصنعاء، حيث تسعى لاستقطاب عناصر سياسية. أمنياً لقي7 جنود مصرعهم خلال هجوم نفذه مسلحون يشتبه في ارتباطهم بالقاعدة على نقطة تفتيش أمس في منطقة شبام بمحافظة حضرموت. وقال مصدر أمني إن إرهابيين من القاعدة كانوا يستقلون سيارتين أطلقوا النار على الشرطة مما أسفر عن مقتل7 من عناصرها. وفي هجوم آخر أصيب العقيد في جهاز الاستخبارات عبود الفضل بالرصاص في ساقه عندما أطلق عليه مسلحون النار في لحج جنوب البلاد.