طرحت فكرة الخضرية كمنطقة صناعية منذ أكثر من 20 عاما لتريح أهالي الدمام من عناء البحث عن صيانة السيارات ومحلات بيع قطع الغيار والورش، إلا أنها ومع نقص الخدمات سقطت في قبضة العمالة التي تدير هذه الورش، كذلك تحولت الخضرية إلى مأوى للعمالة الهاربة التي تحتمي داخل أروقة هذه الورش. وتفتقد خضرية الدمام إلى مقومات البنية التحتية؛ حيث الشوارع المتهالكة بالإضافة الى انتشار الحفر والمطبات والتوزيع العشوائي للورش ومحال بيع قطع الغيار، ومياه الأمطار السنوية، كما أنها خالية من اللوحات الإرشادية والإشارات المرورية، كما تزيد فيها الفوضى والتلوث البيئي. يقول المواطن مساعد الحربي عن حال خضرية الدمام: جئت لمتابعة مستجدات تصليح سيارتي، إلا أنني وجدت الورشة فارغة من العمال بأستثناء أحدهم كان منهمكاً في مكالمات لا تنتهي قبل أن أعلم أن غالبية عمال الورشة قبض عليهم ، حقيقة أن الخضرية معروفة بكونها مأوى للمخالفين منذ زمن طويل، وتطورالأمر حتى بتنا نسمع الآن الحديث عن جرائم وممنوعات تروج بين العمالة وهذه مشكلة أخرى. فمن المناسب أن نجد مزيداً من التنظيم في الخضرية بدلاً من العشوائية التي تطغى على المكان وهو أمر يجب أن يكون في الحسبان . حملات أمنية يمشي مقبول الرحمن بخطى سريعة دون أي التفاته للخلف، قبل أن يواريه باب حديدي موصل إلى الشارع الآخر, ومن خلاله كان الأمر أكثر طمأنينة بعد أن ابتعد بما يكفي عن الأنظار،على الأقل لهذه المرة، لينهمك بعد ذلك في سلسلة اتصالات من هاتفه يجريها على عجل. ما حدث هو مشهد يتكرر كثيراً في خضرية الدمام، عند قدوم أي حملة أمنية لضبط المخالفين لنظام الإقامة من الذين تعج بهم خضرية الدمام التي تضم ورش تصليح السيارات ومصانع الألمنيوم وغيرها من النشاطات، وما أن تدخل أولى سيارات الحملة التي تشهد مشاركة من عدة جهات حكومية مثل الجوازات ومكتب العمل وشرطة المنطقة إلا وتجد غالبية المحال وقد خويت على عروشها بسبب ذلك، فمن يمكنه الهرب سيترك كل شي خلفه حتى حين، فمن عمال ورشة تصليح تركوا سيارات الزبائن خلفهم، إلى محل قطع غيارلاذ موظفه المذعوربالفرار وهكذا يكون حال الخضرية يوم الحملة الأمنية. ويعلق مقبول الرحمن على المشهد بالقول : ماذا أفعل لدي إقامة سارية بمهنة سائق خاص، إلا أنني أعمل بورشة للحدادة، وكنت أهرب لكي لا يضيع يوم من العمل قبل خروجي، وهو ما يكلفني مبلغا كبيرا، أما اتصالي فكان على كفيل زميلي الذي قبض عليه في الورشة، لم يستطع الهرب لأنه بدين من أكل الكبسة "يقولها ضاحكاً". بالمقابل يكون مشهد مركبات الحملة الأمنية أكثر سكينة رغم كل الضوضاء التي تلف المكان ، البحث بطريقة هادئة وتصفح الأوراق الثبوتية للعمالة، ومن يوجد لديه مخالفة نظامية يوضع في حافلات معدة لهذا الغرض، ومع تواصل الحملات الأمنية يبدوأن الأمور صارت أكثر سلاسة للجميع، تحديد المكان المستهدف وتكثيف الدوريات الأمنية ثم التفتيش والتدقيق لتلك العمالة. وحسب آخر بيان لشرطة المنطقة الشرقية عبر الناطق الرسمي لها المقدم زياد الرقيطي فقد تم القبض على 391 مخالفاً في حملة واحدة فقط شملت خضرية الدمام، إضافة إلى أحياء أخرى في الدمام، وبين الرقيطي أن الحملة سلمت المخالفين لنظام العمل بعد ذلك إلى مكتب العمل فيما سُلّم مخالفو نظام الإقامة لإدارة الوافدين، أما الحالات الجنائية فتسلم الى شرطة مدينة الدمام لاستكمال بقية الإجراءات النظامية، وتشدد شرطة المنطقة على لسان الرقيطي على أن الحملات تأتي امتداداً لحملات أمنية سابقة لتفعيل الوقاية من الجريمة والحد منها كدور فاعل ورئيس لإدارات الأمن الوقائي بالمنطقة الشرقية. أمانة المنطقة الشرقية المعنية بتطويرالحي الصناعي المسمى بالخضرية، جاء ردها عبر المتحدث الإعلامي محمد الصفيان قال فيه: أمانة المنطقة الشرقية منحت الخضرية اهتماماً في السنوات الماضية ووضعت خطة عمل تشمل أعمال شبكات تصريف مياه الأمطار وسفلتة الشوارع ، تشمل: الانتهاء من تنفيذ شبكات تصريف مياه الأمطار ومحطة الطرد وملحقاتها بطاقة 6000م3/ ساعة بالإضافة لطاقة أحتياطية بطاقة 3000م3/ ساعة ، والعمل على تنفيذ غرف التفتيش ومصائد الأمطار للمنطقة، وتنفيذ سفلتة شوارع الخضرية بعد الانتهاء من شبكة تصريف مياه الأمطار بنسبة 45% من إجمالي الشوارع بالحي، وإدراج مشاريع سفلتة شوارع الخضرية بنسبة 55% من إجمالي الشوارع ضمن مشاريع السنة المالية 1433ه حيث تخضع حالياً لإجراءات الترسية. وأضاف الصفيان أن الأمانة فعلت العقوبات بحق المخالفين على صعيد النظافة والرقابة على الورش والمحلات؛ حيث تصل العقوبات إلى إغلاق المحل وغرامات مالية حسب طبيعة المخالفة، وتمكنت البلدية مؤخراً من إلزام 90% من أصحاب الورش بتوفير حاويات نظافة خاصة، في أمر أسهم كثيراً في رفع مستوى النظافة بالمنطقة وتوفير جهود البلدية في المناطق المفتوحة والطرقات بحي الخضرية.