أحالت أمطار المنطقة الشرقية منطقة الخضرية شمال مدينة الدمام، إلى «بحيرات»، توزعت في شوارعها الرئيسة والفرعية، وأغلقت طرقاً أمام السيارات الصغيرة. واحتفظت الحفر ببقايا المطر، الذي لم تفلح جهود العاملين في الورش الصناعية في التخلص منه، في انتظار وصول صهاريج شفط المياه التي لم تحضر. وباغت المطر في دقائقه الأولى، العاملين في الورش، الذين لم يتخذوا احتياطاتهم له، ومارسوا عملهم المعتاد في مثل أي يوم مُشمس، على رغم مضى أسبوع على آخر موجة أمطار هطلت على الشرقية، وخلفت إلى جانب غرق طرق، حملة اتهامات متبادلة بين «الأمانة» و«الدفاع المدني». وسارع عاملون في الورش، إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من معدات وأدوات ميكانيكية وكهربائية، وبخاصة أن منسوب المياه ارتفع إلى مستوى كبير حتى كاد يدخل الورش في بعض المناطق، ما جعل أصحابها يتركون ما بين أيديهم من سيارات مُعطلة. وذكر عبد الجبار ناصر (ميكانيكي)، أن «المياه كادت تغرق الورش، وشكلت بحيرة كبيرة، أغلقت الشارع الذي توجد فيه ورشتي، وما ساعد على تصريفها خطوط تصريف الأمطار، التي أنجزت قبل أشهر، وإن لم تعمل في الشكل المتوقع، إلا أن المياه لم يبق منها إلا آثارها في الحفر المنتشرة في الخضرية». وظهرت ملامح الانزعاج على العاملين في الخضرية، وهم يراقبون حركة السيارات في الشوارع الغارقة في حفر الماء. ووضع بعضهم علامات تحذيرية، أمام الحفر العميقة وحفر المصارف غير المُغلقة، واستخدموا إطارات السيارات وقطع الخشب، للتحذير. وترك ميكانيكيون السيارات التي يعملون على إصلاحها، إلى وسط الشارع، بهدف إزالة الأوساخ المتراكمة فوق فوهات فتحات تصريف الماء. وذكر عامل أنهم لم ينتظروا عمال البلدية لإزالة العوالق، و«لو انتظرناهم فسيطول الأمر». وشمر الكهربائي أحمد أبو رياض، عن ساعديه، لمساعدة جاره، وعملا على نزح المياه من حفرة الفحص، التي غمرتها المياه المتسربة من أمام المحل ومن سقفه. وذكر أبو رياض أن «عمالاً تركوا أعمالهم أثناء تساقط المطر، في محاولة لإزالة الأوراق والحجارة العالقة فوق فوهات تصريف الماء»، مضيفاً أن «المياه أوشك على دخول المحال، على رغم ارتفاع مستواها مقارنة في الشارع».