استغرب عدد من أهالي محافظة خميس مشيط شروع بلدية المحافظة في إنشاء مشاريع حديقة ونوافير في الساحة العامة وسط البلد، والتى كشفت وجود بعض القبور بها. وقال إمام وخطيب الجامع الكبير في خميس مشيط أحمد بن محمد الحواشي، إن الساحة تضم عددا كبيرا من القبور، مشيرا إلى أن معدات البلدية نبشت أحد القبور فظهر هيكل عظمي بكامل تفاصيله، وأثبت الطب الشرعي أن له قرابة مئة عام، فأعيد دفنه على مرأى من الجميع. وأضاف الحواشي أن هناك أيد خفية تعلم بأن الموقع مقبرة إلا أن معدات البلدية تعمل على نبشها دون احترام لحرمة الموتى، لافتا إلى أنه سبق أن حضر أحد رجال الأعمال الكبار بغرض شراء الموقع قبل سنوات، وتم تنبيهه إلى أن الموقع مقبرة، مؤكدا أن موقع المسجد المجاور لإحدى الإدارات الحكومية يقبع على مقبرة، وسبق التنبيه من الصلاة فيه. وقال: سافرت إلى الرياض وسألت اللجنة الدائمة للإفتاء ووجدوا ملف قضية هذا المسجد، مشيرا إلى أن سماحة مفتي عام المملكة سابقا الشيخ عبدالعزيز بن باز قال "إذا حول المسجد مقبرة، فاكتبوا للمحكمة، لأن الصلاة لا تصح فيه"، مشيرا إلى أن هناك فتوى في هذا الموقع ومعاملة منذ قرابة عشرين عاما. وناشد الحواشي أصحاب القرار باتخاذ القرار العاجل لإيقاف هذا المشروع الذي سيكون على مقبرة معروفة. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير الشيخ عوض الأسمري، أن الهيئة لا تقف أمام أي عمل من أي جهة رسمية، لافتا إلى أن الأمر متروك لإمارة المنطقة لاتخاذ ما تراه في هذا الخصوص، وأن دور الهيئة المشاركة عند تشكيل لجنة في ذلك، مشيرا إلى أن الهيئة لا تعتبر جهة تنفيذية على المقابر. وفي ذات السياق، قال عضو المجمع الفقهي، أستاذ الفقه المقارن الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي إنه لابد من العودة لفتوى الشيخ ابن باز في شأن المقابر. وتساءل النجيمي: لماذا لا يستمع لكلام العلماء إن صحت تلك الأقوال؟ مشيرا إلى أنه بناء على فتوى سماحة المفتي والشيخ صالح اللحيدان واللجنة الدائمة، فإنه لا تجوز الصلاة في هذا المسجد، وعليه لا يجوز للبلدية أن تحدث شيئا حتى تعود للجهات المختصة. إلى ذلك، أوضح رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور عبدالله الزهراني أن الساحة قديمة وأن البلدية شرعت في تطويرها كساحة ذات قيمة تاريخية للمحافظة، بالإضافة لوجود سوق للحرفيين ومقصد للزوار. وقال: سيتم توفير مواقف كما كانت في السابق بالإضافة لإنشاء مظلات ونوافير وفق دراسة متكاملة للمشروع، مشيرا إلى أن المشروع تم البدء فيه وتحقق إنجاز 50% من ذلك. وأضاف: لم يتم التأكد حتى اللحظة من وجود مقبرة، مبينا أن هناك اشتباها في موقع محدد من الساحة، وتساءل الزهراني: لماذا لم تتم معرفة البلدية بوجود مقبرة قبل السفلتة السابقة؟ وأشار الزهراني إلى أن هناك من يذكر وجود اشتباه مقبرة، ولكن لم يتأكد ذلك بشكل واضح، وتم الطلب من الإدارة المعنية بالبلدية بالرفع للمحافظة وجرى تشكيل لجنة للتأكد من المقابر وتاريخها حتى يتم التعامل معها بالشكل الصحيح والشرعي. وحول وجود فتوى حول ذلك، قال الزهراني: حتى الآن اتضح وجود قبر واحد فقط، فيما هناك اشتباه في وجود مقابر، وقد يكون غير صحيح، مشيرا إلى أن ذلك تؤكده اللجنة وسبق أن تم العثور على مقابر في شارع الثلاثين بخميس مشيط وتمت المحافظة عليها. ونفى الزهراني أن يكون لديهم تأكيد تام بما يثبت وجود عدة مقابر في الموقع، لافتا إلى أن اللجان المشكلة من المحكمة والجهات المعنية هي من يحدد وجود المقابر من عدمه.