احتلت المملكة المرتبة السادسة عالميا والثالثة خليجيا في معدلات انتشار مرض السكري وفقاً لآخر إحصائيات الاتحاد الفيدرالي العالمي للسكري. وحذر مدير برنامج السكري بالشؤون الصحية بالحرس الوطني، نائب رئيس الجمعية السعودية للغدد الصماء الدكتور صالح جاسر الجاسر من انتشار مراكز تدعي قدرتها على علاج مرضى السكري، مؤكدا أن أي ادعاء بالمقدرة على علاج هذا المرض "غير صحيح". وأوضح أن انتشار مرض السكري في السعودية بحسب آخر إحصائيات الاتحاد الفيدرالي يتراوح بما نسبته من 19 إلى 20%، مشيراً إلى أن هذه الإحصائيات بنيت على دراسة حديثة في المنطقة الشرقية للمملكة على أكثر من 200 ألف شخص، وأن الدراسة طبقت على جميع الفئات العمرية وتبين منها أن النوع الثاني من المرض هو الأكثر انتشاراً. وبين الجاسر أن هذه النسبة تضع المملكة في المرتبة السادسة عالميا في انتشار مرض السكري، كما تضع دول الخليج بين الدول العشر الأُول في العالم في معدل الإصابة بالمرض، مشيراً إلى أن المملكة هي الثالثة بعد الإمارات وعمان في نسبة الإصابة. وأضاف الجاسر أن انتشار مرض السكري في الدول العربية يعود إلى أن العرق العربي عادةً لديه استعداد فطري للإصابة بالمرض، موضحاً أن هذا الاستعداد ناتج عن أسباب وراثية وجينية، بالإضافة إلى أن التغير في نمط الحياة وأسلوب الأكل وقلة ممارسة الرياضة تعتبر أسبابا رئيسية للإصابة بالمرض. وقال الجاسر" إن معدل انتشار المرض في تزايد سريع سنوياً ووصل إلى أرقام فلكية ومقلقة، وعليه لتجنب الإصابة يجب تغيير نمط الحياة بممارسة الرياضة والالتزام الكامل بالحمية الغذائية المقترحة مما يؤدي إلى انخفاض معدل نسبة الإصابة عند الأشخاص المعرضين للإصابة بنسبة 56% ، وهذه دراسة موثقة". وعن انتشار الإصابة بين الأطفال، قال " للأسف يصاب الأطفال بمرض السكري من النوع الأول والثاني"، وفي الفترة الأخيرة بدأ انتشار النوع الثاني من مرض السكري لدى الأطفال بسبب ارتفاع معدل السمنة لديهم، مشيراً إلى أن معدل السمنة بين الأطفال في المملكة يتعدى 30% وبعض الإحصائيات تشير إلى أنه يتعدى 50%. وأوضح أن السمنة تعتبر عاملا رئيسيا ومباشرا في احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والكوليسترول وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض، وإذا أصيب الطفل في مرحلة مبكرة من عمره فسيعاني في مراحل متقدمة من عمره. وأضاف الجاسر أن السكري لدى الأطفال له علاقة بأمراض الشرايين والأوردة والاعتلالات الصحية التي تصيب الكلى والشبكية والأطراف والأعصاب. وعن الطرق الجديدة لعلاج مرضى السكري وما توصل إليه العلماء، بيّن الجاسر أن مجال الأبحاث نشط في مجال الخلايا الجذعية لإيجاد طريقة لتطوير خلايا جذعية تعمل على إنتاج أنسولين شبيهة جداً بخلايا بيثا في البنكرياس، وهذه حتى الآن لم تثبت كطريقة موثقة للعلاج وما زالت في مجال البحث وفي بداياته ولم تصل بعد إلى مرحل متقدمة من البحث. وحذر الجاسر من أنه انتشرت في الفترة الأخيرة مراكز تدعي أن لديها قدرة على علاج المريض والشفاء من مرض السكري قائلاً "هذا الكلام غير صحيح ولا يوجد حتى الآن أي طريقة تشفي مريض السكري، وجميع المراكز التي تدعي قدرتها على العلاج كلامها غير صحيح". وحول علاج مرض السكري عن طريق الطب البديل، أكد الجاسر أن الطب البديل موجود منذ فترة طويلة، وفي الغالب فإن الطب البديل لم يخضع للتجربة العلمية الموثقة التي تجعل الطبيب المعالج والمريض يثقان بطريقة معالجته، مضيفاً أن العلاج المتوفر حالياً علاج موثق وخضع لدراسات علمية موثقة، وأثبتت الدراسات أنه علاج فعال وآمن معروفة تداخلاته، "وننصح باستعمال الطب المتعارف عليه، وليس الطب البديل".